يعتبر الصندوق الأسود هو الشاهد العدل والوحيد، على حادث تحطم الطائرة والأسباب التى تقف وراء تحطمها، ويتكون من مسجلين أحدهما نظرى والآخر رقمى، وهما متشابهان فى المظهر الخارجى، ومختلفان فى التركيب من الداخل.

وأوردت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية أن مقاييس الصندوقين يبلغ الطول 20 بوصة والعرض 5 بوصات والارتفاع 7 بوصات ويكون فى ذيل الطائرة لزيادة الحماية، سمى بالصندوق الأسود لارتباطه بالكوارث الجوية وحوادث تحطم الطائرة، وهو فى الحقيقة صندوق ذو لون برتقالى، والصندوق يسجل كل كبيرة وصغيرة داخل الطائرة من ارتفاع الطائرة وسرعة الهواء والاتجاه البوصلى والزمنى والتسارع العمودى.

كما أن الصندوق الأسود الذى يسجل بيانات الطائرة قادر على تسجيل مالا يقل عن 17 نوعا من المعلومات، وبعد تطور المسجلات النظرية والرقمية تستطيع تسجيل مالا يقل عن 100 نوع من المعلومات فى وقت واحد، عن طريق تلقى المعلومات عن طريق أجهزة رصد المعلومات الموجودة بداخلها من سرعة الرياح والارتفاع والبوصلة والساعة الزمنية ودرجة الحرارة خارج الطائرة ووضع الطائرة فى الجو، وكل هذا يرتبط بإبرة تسجيل تقوم بتسجيل كل الضغوط الواقعة والطارئة، وهى مثل إبرة رسم تخطيط القلب.

ويتوافر بالصندوق الأسود تقنية متقدمة، فهو الدليل الوحيد الذى يزود المحققين بالمعلومات المطلوبة بعد تحطم الطائرة والواجب توافرها بعد الحادث، لمعرفة أسباب وقوع الكارثة، وهو أغلى قطعة فى الطائرة.

ومن مواصفات الصندوق الأسود أنه ذو لون برتقالى ومغطى بأشرطة عاكسة للضوء، يقاوم حرارة تصل إلى 1100 درجة مئوية يطلقها لهب مغذى بالوقود لمدة 30 دقيقة، والصناديق مصنوعة من التيتانيوم فهى تقاوم اختراق قضيب من الفولاذ وزنه ربع طن يسقط من ارتفاع 3 أمتار، ويقاوم الاهتزاز الارتجاجى للحفاظ على المعلومات المسجلة وعدم فقدانها.

ويحتوى على مرشد لاسلكى لتحديد موقعه تحت الماء ويطلق ذبذبات ضوئية عالية التردد 4، 37 كيلو هيرتز عند مساس المياه والثلوج الكثيفة والرطبة وذلك عند خروجه من ذيل الطائرة، ويمكن تمييز تلك الإشارة من على بعد 5، 2 ميل وعلى عمق 20 ألف قدم تحت الماء ولمدة 30 يوما متواصلة، وبه شريط لتسجيل المعلومات جيد النوعية بعرض ربع بوصة وله قابلية تسجيل مستمرة لمدة 25 ساعة متواصلة، ثم يعود التسجيل من جديد بعد انتهاء المدة، وذلك فوق المعلومات القديمة وهى تمسح تلقائيا.

كما يوجد صندوق آخر فى كابينة قيادة الطائرة ويسجل آخر الأحداث التى أدت إلى تحطم الطائرة،وهى تعرف المحققين بما إذا شعر الطيارون بوجود خلل قبيل تحطم الطائرة وما هو نوعيته، وتسمح بمقارنة المعلومات الموجودة فى الصندوق الأسود مع مسجل قمرة القيادة وهى تسجل مكالمات الملاحين منذ تشغيل الشبكة الكهربائية للطائرة وحتى توقفها عن العمل وذلك لمدة نصف ساعة وهي فترة قصيرة بالمقارنة بالصندوق الأسود، وهى تسجل أهم جزء وهو الجزء القريب جدا من الحدث.

وعن قدرات تسجيل صندوق كابينة القيادة، يقول خبراء تحقيق الحوادث، إنه يسجل كل ما يقع فى مداها بما فى ذلك تردد 400 ميجا هيرتز الصادرة عن الشبكة التى تبلغ قوتها 28 فولت وأصوات مراوح التبريد والاهتزازات الضعيفة.