بالرغم من أن داء السكر يعد من الأمراض المزمنة المنتشرة ، إلا أن هناك حالة تعرف بداء السكر الكاذب والتى تشبه إلى حد كبير نفس أعراض داء السكر .. وعموما فإن أبرز أعراض السكر الكاذب العطش الشديد ، وكثرة التبول بطريقة مبالغ فيها ، ولعل هذين العرضين هما مايميزا داء السكر الكاذب ، صحيح أنهما يوجدا فى داء السكر ، إلا أنهما يكونا بصورة أشد وأقوى فى حالة داء السكر الكاذب .
وينقسم المرض إلى عدة أنواع طبقا لمنشأ العامل المسبب له كمايلى ..
السكر الكاذب المركزى : وهو أكثر الأنواع إنتشارا ، وينشأ نتيجة لنقص إفراز هرمون " فاسوبريسين " المسئول عن حبس الماء بالجسم ، وعادة مايكون نتيجة لوجود خلل فى الغدة النخامية .
السكر الكاذب الكلوى : والذى ينشأ نتيجة لوجود خلل فى حساسية الكليتين للهرمون الحابس للماء " فاسوبريسين " .
السكر الكاذب الناشئ عن الحمل : حيث تقوم المشيمة بإفراز إنزيم " الفاسوبريسينيز " والذى يقوم بتكسير هرمون " الفاسوبريسين " المسئول عن منع إفراز البول .
تلعب بعض الأدوية دورا هاما فى الإصابة بداء السكر الكاذب •
وتعانى مثل هذه الحالات من الجفاف الشديد ، علاوة على وجود خلل فى بعض الإلكتروليتات كإرتفاع نسبة الصوديوم بالدم ، وإرتفاع درجة الحرارة ، أما فى حالة إهمال الحالة وتركها دون علاج ، فإن الأمر قد يتطور ليعانى المريض من إنخفاض بضغط الدم ، وهبوط حاد بالدورة الدموية.
ومايزال سبب الإصابة بداء السكر الكاذب غير واضح ، إلا أن بعض الدراسات ربطت الإصابة بوجود أورام بالغدة النخامية أو كدمات بالرأس على أقل تقدير فى أغلب الحالات المصابة بداء السكر الكاذب ، وبالرغم من وجود العامل الوراثى فى بعض الحالات ، إلا أن مسألة إرتباط داء السكر بالتاريخ المرضى العائلى لايزال محل قيد ودراسة.
ولتشخيص مثل هذه الحالات ينبغى أولا النظر فى الأعراض المرضية ، حيث يشكو المريض من الشعور بالعطش الشديد ، إلى جانب كثرة التبول بطريقة مبالغ فيها ، بدرجة أكبر مما هو الحال فى داء السكر .. وبعد هذا التشخيص المبدئى لابد من إجراء بعض الفحوص المعملية بهدف تأكيد التشخيص ، ولعل أهم هذه الفحوص هو قياس هرمون الفاسوبريسين ، والذى تأتى نتائجة لتشير إلى إنخفاض معدلاته ، ولامانع من إجراء بعض الإختبارات المعملية التكميلية مثل الكثافة النوعية للبول ، علاوة على الضغط الرشحى للبول.
ولعلاج مثل هذه الحالات يتم إعطاء عقار " ديسموبريسين " بمعدل قرص مرتين يوميا ، كما ينبغى أن يشرب المريض كميات كبيرة من الماء ، لتعويض مايفقده من سوائل أولا بأول.