العرقسوس.. يُعد سيدًا لمشروبات رمضان، حيث لا تخلو موائد الشهر الكريم منه، نظرًا لفوائده الكبيرة للجسم.. وهذا "المشروب" لم يكن وليد اللحظة، بل إنه معروف منذ القدم، حيث عرفه المصريون القدماء، وعرفه الرومان القدامى وغيرهم.

تاريخه

عرفت الحضارات القديمة فى سوريا، ومصر، والرومان، والعرب نبات العرقسوس، وورد وصفه فى كثير من المراجع القديمة، وأن منقوعه المخمر يفيد فى حالات القىء والتهيج المعدى.

وكان المصريون يطلقون عليه "شفا وخمير يا عرقسوس"، لما له من تأثير شافٍ للعديد من أمراض الجهاز الهضمى.. كما عُرفت جذور نبتة "العرقسوس" منذ أكثر من 4 آلاف عام عند البابليين كعنصر مقوِّم للجسم ومناعته، وقد عرفه المصريون القدماء وأعدوا العصير من جذوره، وقد وُجدت جذور العرقسوس في قبر الملك توت عنخ آمون الذى تم اكتشافه في عام 1923م.

فوائده الثمينة

للعرقسوس فوائد كبيرة جدًا لعدد كبير من أجهزة الجسم، ونتتلخص تلك الفوائد فى:

أنه له خصائص علاجية مشابهة لخصائص الكورتيزون، لذلك فهو مناسب جداً لعلاج الروماتيزم وأمراض الأعصاب، ويدخل فى صناعة عديد من الأدوية فهو مضاد طبيعى للميكروبات، ويساهم فى زيادة مناعة الجسم.

وفضلًا عن ذلك فإنه يزيل الشعور بالعطش، وينشط الجسم خلال ساعات الصيام، كما أن له أثراً إيجابياً فى علاج مشاكل الجهاز الهضمى فهو يسهل الهضم، ويساعد على التخلص من الإمساك، ويعالج القرح وحموضة وحرقة المعدة، كما يعالج السعال، ويطرد البلغم إذا شُرب ساخنًا.

ويساعد العرقسوس فى ترميم الكبد لاحتوائه على معادن مختلفة، كما يشفى من السعال المزمن باستعماله كثيفًا، أو محلولاً بالماء الساخن، ولذا يفضَّل استعماله ساخنًا للوقايه من الرشح.. كما أنه يجلب الشهية للطعام، ويسِّهل الهضم باستعماله بعده.

ويعد هذا المشروب أفضل شراب مرطِّب للمصابين بمرض السكر لخلوِّه تمامًا من السكر العادى، كما أنه منشط عام للجسم ومروِّق للدم.

وأثبتت الأبحاث أن جذور العرقسوس من الأعشاب التى تحتوى على أحد الأحماض الذى يمكنه مساعدة من يعانون من القلق والاكتئاب، عن طريق تعزيز وظيفة الغدة الكظرية، المسؤولة عن تنظيم هرمونات التوتر.

وتحتوى جذور العرقسوس على الحمض الأمينى هليونين، الذى يعمل على الحفاظ على توازن الجهاز العصبى، حيث أن شرب كوب واحد منه مرتين يوميًا، أمر مهم لعلاج الاكتئاب، القلق والصداع النصفى الناتج عن الإجهاد.