محمد صبحى الصعيدى يكتب .. ليست من أخلاقنا

الكاتب محمد صبحى الصعيدى الكاتب محمد صبحى الصعيدى

إن المجتمع المصري في مجمله مجتمع محافظ تشرب القيم وغرست في تربته شجرة الآداب الحميدة، فطري بعادته، يستنكر كل قبيح،  ويستحسن كل جميل. كنا نسمع فيمن يسمع بحادث نقرأه في الصحف أو تتناقله قلة وسائل الإعلام بفعل ما يخدش الحياء العام نحمر خجلاً، ونعتبر متصرفة من كوكب أخر غير كوكبنا نستصرخ داخلنا مخزوننا قائلين أيعقل هذا ؟! 

أما اليوم فلك أن تتجول لبضعة مترات في شوارعنا لترى العجب العجاب ، إشارات إساءات، نظرات وهمسات، لافتات، ولوحات، أصوات وصرخات، فلقد أصبح التهتك سلعة،  والتبذل تجارة،  والبذاءة عادة وإتيان المنكر من أعمال الرجولة. 

 فلقد أستوقفتني  وغيري من أهل كفرالشيخ الأجلاء، صورة صارخة، يشيب لها الولدان عبارة تجردت من ماء الحياء، في لافته علقت في احد الشوارع ، تتناقلها عيون المارة كباراً وصغاراً، وكأننا في بلد لا يعرف للتقاليد مكان، وهذا لايعبر عن الواقع، ولا يوصف للحال، فكما هو معلوم للقاصي والداني، فإن كفرالشيخ بيئية الفطرة السليمة، والأخلاق المجيدة، التي تتوارثها الأجيال جيلاً بعد جيل ، وموطن العلماء ورموز الفكر والأدب والثقافة فإن بلادنا تحصنها قيم الشريعة وتصونها الآداب العامة التي تستمد مقوماتها من الأعراف والتقاليد وأبناءها يتفاخرون أمام العالم أجمع بما اكتسبوه من قيم في المحافل الدولية، عربياً وأجنبياً، وكوني أقيم خارج البلاد فإنني أتباها بهذه المحافظة بأخلاق أبناءها وبصروحها العلمية الممتدة، كجامعتها العريقة التي تنافس أعلى الجامعات العالمية الأن، وغير ذلك من مشاهد كفرالشيخ الأثرية..

وهذه الصورة التي رأيناها جميعاً لا تمت بصلة لمجتمعنا، فهو لا يتعد كونه تصرف غير مسئول ولا يسأل عنه غير صاحبه. فإن الاخلاق تدل على صاحبها ومن صفات الأخلاق أن لا يكون الإنسان لعاناً ولا فحاشاً ولا نماماً ولا حسوداً،   وحين أثنى الله سبحانه وتعالى على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم أثنى عليه ومدحه بحسن الخلق فقال تعالى في كتابه " وانك  لعلى خلق عظيم" وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " وقال أيضا : " إن من أحبكم إلي وأدناكم وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً"
وَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِأَدْوَأِ الدَّاءِ ؟ قَالُوا بلى  قالَ الْخُلُقُ الدَّنِيُّ وَاللِّسَانُ الْبَذِيُّ  
والأدهى والأمر من ذلك  أن إيزاء مشاعر الناس واقتحام خصوصياتهم أصبح أمراً مفعولاً، فجرأة البعض في الخروج على الآداب العامة أصبح واقعاً مفروضاً ووحشاً يفترس مجتمعاتنا في إعتداء صارخ لم يسبق له مثيل.

وهل يعقل أن أمة مثل الأمة المصرية بمسلميها ومسحييها يؤول مصير قيمها إلى هذا الدرك. أين عقلاؤنا من هذه الأفعال؟!    

للتواصل مع الكاتب محمد صبحى الصعيدى                                                    
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة