حكاية الطفل «أحمد» من «الخطف» إلى «المقابر» ثم أحضان والدته بكفر الشيخ

صورة أرشيفية صورة أرشيفية

مباشر كفرالشيخ

«خطفونى وأنا ماشى مع ماما واخواتى وخالى وحطوا حتة قماشة على عينى وقالولى هنقتلك لو أمك مجبتش لنا الفلوس وخلونى أكلم ماما واقولها كده فى التليفون».. كانت هذه أول الكلمات التى نطق بها الطفل أحمد السيد، الذى لم يتجاوز العشر ربيعاً من عمره، بعدما تمكنت مباحث كفر الشيخ من إعادته سالماً لأسرته سالماً، دون دفع مبلغ 2 مليون قيمة الفدية التى طلبتها عصابة خطفته من وسط أسرته بقرية إبشان التابعة لمركز بيلا.

قال المجنى عليه شارحاً لرجال المباحث ما دار معه، قائلاً :«أنا كنت راجع البيت مع ماما واخواتى وجت عربية ملاكى قطعت علينا الطريق عليهم، وخدونى وغموا عينى بقماشة».

وأضاف «أحمد» أن أفراد العصابة أخبرته أنه سيتم قتله فى حال عدم استجابة أسرته لهم ودفع مبلغ مالى تم الاتفاق عليه، وتابع «قعدوا يشتمونى، وأنا فضلت أعيط ومأكلونيش حاجة غير عيش وبطاطس".

وأردف الطفل لوالدته شارحاً تفاصيل الحادث المآسوى  «خلوني أكلم ماما في التليفون، وقولتلها الحقيني هيقتلوني، وبعد 3 أيام، غمونى وخدوني في عربية، بس أنا حاولت أشيل «القماشة»، وخدوني ورموني عند مقابر وسبونى وجت الشرطة خدتنى» .

من جانبها روت والدة الطفل، مها أحمد، مدرسة لغة إنجليزية، لحظات الأيام السوداء التى عاشتها طيلة فراق نجلها عنها، موضحة أن رجال المباحث تواصلوا معها، وأقاموا في قريتها 3 أيام متواصلة، وطلب منها رئيس مباحث المديرية، العميد محمد عمار، أن تطيل المكالمة معهم بقدر المستطاع بعد تسجيل المكالمات التى تدور فيما بينهما لكى يتم تحديد مكانهم عن طريق تتبع المكالمات.

«عشت لحظات من الخوف، خاصة بعد سماع صوت أحمد وهما بيهددوه».. قالت الأم لافتة إلى أنه تم الإتفاق على تخفيض المبلغ المطلوب من 2 ونصف مليون جنيه إلى300 ألف جنيه فى ثانى مكالمة مع الجناة.

وتابعت الأم شارحة  «لو كان أى حد فى الدنيا قال لى إن الداخلية فيها ناس كويسة مش هصدق، أنا كنت واخدة فكرة غلط عنهم، وبعد شغلهم اللى شفته فى قضية ابنى غيرت فكرتى وبقول للناس إن الشرطة فيها ناس محترمة وبتشتغل وتتعب علشان راحتنا وأمننا».

وشرح جد الطفل، المهندس جمال سالم، الخطة التى دارت بينهم وبين رجال الأمن فى سبيل استعادة الطفل، مؤكداً أن رجال المباحث تمكنت من إعادة الطفل أحمد السيد إبراهيم، لوالدته بعد اختطافه يوم 19 فبراير الماضي، دون الرضوخ لدفع فدية قدرها 2 مليون جنيه و600 ألف جنيه، وهى قيمة الأموال والفوائد والتي أودعها الخاطفون لدى والد الطفل أحمد والذى تم حبسه مع آخرين فى قضية توظيف أموال، مؤكداً انه لم يتم دفع الفدية المطلوبة لإطلاق سراح الطفل المختطف.

وتكشفت خيوط الحادث أمام إدارة البحث الجنائى بقطاع أمن كفر الشيخ، بعد متابعة الاتصالات بين الخاطفين ووالدة الطفل، إذ تبين أن الخاطفين من قرية «سنبارا»، التابعة لمركز المحلة، كما تبين أنهم ارتكبوا جريمة الخطف انتقاماً من والدهم الذين أودعوا أموالاً لديه لتوظيفها.

وونجحت مباحث كفر الشيخ فى الإيقاع بأحد المتهمين ويدعى «هشام. ح»، واعترف على شريكه «علاء. ى»، وبتضيق الخناق على المتهم الثانى، أجبرت العصابة الإجرامية على ترك الطفل فى إحدى طرق المحلة، وبالتنسيق مع مصلحة الأمن العام بالمحافظة تم ضبط الخاطفين، دون الرضوخ لدفع الأموال المطلوبة، قبل أن تأمر النيابة العامة بحبسهم على ذمة التحقيقات، تمهيداً لإحالتهم إلى محكمة الجنايات.
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة