الدكتور محمود يونس يكتب .. مشاكلُ الأَعصاب السُّكريَّة

الدكتور محمود يونس أخصائى الغدد الصماء والسكر والباطنه الدكتور محمود يونس أخصائى الغدد الصماء والسكر والباطنه


يكون احتمالُ إصابَة مرضى السّكّريّ بالمشاكل العصبيّة أكبر ممّا لدى الآخرين. حيثُ يُصاب حوالي 60-70٪ من مرضى السُّكريِّ بأحد أنواع المشاكل العصبيَّة. يُمكن الوقاية من المَشاكل العَصبيّة أو تأخيرها في غالب الأحيَان إذا ضُبِط السُّكريّ جيّداً. وتكون المعالجةُ المبكّرة مُهمَّة إذا حدثت مشاكل عَصبيَّة. يشرحُ هذا البرنامجُ التثقيفي كيفَ يؤثِّر السُّكريّ في الأعصاب، كما يُغطّي ما يُمكن لِمرضى السُّكّريّ فعله لوقاية أنفسهم من حدوث تلكَ المَشاكل العصبيّة. 

اعتلال الأعصاب السّكَّري
تكون مُستويات سُكَّر الدّم مرتفعةً جداً عندَ الإصابة بالسكَّريّ، وقد يُتلف ذلكَ الأعصابَ بمرور الوقت. للتَّلف العصبيّ الحاصل بِسبب السّكريّ اسمٌ خاصّ، فهوَ يُسمَّى الاعتلال العصبيّ السّكريّ. قد تتوقّف الأعصاب التّالفة عن بعث الرّسائل، كما أنّها قد تبعث الرّسائل بِبطء أو في الوقت الخاطِئ. يَحدث الاعتلال العصبيّ السُّكّريّ على الأرجح بِسبب عددٍ من العَوامل. قد يحدث بِسبب عَوامِل استقلابيّة. وهنا بعضُ الأمثلة عليها:
مُستويات سكّر الدّم المُرتفعة.
مُستويات دُهون الدّم الشّاذَّة.
مُستويات الأنسولين المنخفضة.

قد يَحدثُ اعتلال الأعصاب السُّكريّ أيضاً بِسبب عوامل عَصبيّة وعائيّة. تُسبّب تلك العوامل تلفاً للأوعيَة الدَّمويّة التي تَحملُ الأكسجين والمُغذِّيات إلى الأعصاب. وتشتمل العواملُ الأخرى التي قد تُؤدّي إلى اعتلال الأعصاب السّكّريّ على:
التهاب في الأعصاب.
صفات موروثة ترفع خُطورة المرض العصبيّ.
خيارات نمط الحياة، مثل التّدخين أو مُعاقرة الكحول.
أذيّة فيزيائيَّة للأعصاب.
تزداد خُطورة اعتلال الأعصاب السّكّريّ مع طول مدّة الإصابة بالسّكريّ. وهو أكثر شيوعاً بينَ المصابين بالسُّكَّريّ منذ 25 سنة أو أكثر. 

الأعراض
تكون أعراضُ الاعتلال العصبيِّ السُّكّريِّ بسيطة غالباً في البداية، ويحدث التّلفُ العصبيّ على امتداد عدّة سنين. قد تمضي الحالاتُ الخَفيفة دونَ أن تُلاحظ لمدّةٍ طويلة. تعتمدُ أعراضُ الاعتلال العصبيّ على النَّوع، وعلى أيَّة أعصاب هي المُصابَة. لا يكون لدى بعض المُصابين بالتّلف العصبيّ أعراضاً على الإطلاق، بينما تبدأُ الأعراضُ الأولى لدى الآخرين عادةً في القدمين. وقد يشعرون باخدِرار أو وَخز أو ألم في القدمين. الأعراضُ الأخرى للتّلف أو الضرر العصبيّ هي:
اخدِرار أو وَخز أو ألم في أصابع القدم والرّجلين والقدمين والذّراعين والأصابع.
ضَعف.
قد يكون الألم الناجم عن الأعصاب المتضرِّرة في بعض الأحيان مباغتاً وشديداً. ويحصل هذا غالباً عند المصابين بالاعتلال العصبيّ البُؤري. قد يُسبّب الاعتلال العصبيّ السّكريّ أيضاً ما يلي:
الإسهال أو الإمساك.
الدوخَة أو الوَهَن بسبب انخفاض ضَغط الدّم بعد الجلوس أو الوقوف.
خلل في وَظيفة الانتصاب عند الرّجال.
عُسرُ هَضم أو غثيان أو قيء.
مشاكل في التّبوُّل.
جفاف المهبل عندَ النّساء.
نقص الوزن والاكتئاب عرضان شائعان أيضاً عندَ المصابين بالاعتلال العصبيّ السّكّري. غيرَ أنَّ هذين العرضين لا يحدثان بسبب الاعتلال العصبيّ السّكّري. 

العلاج
العلاج المَبدئيّ للاعتلال العصبيّ السّكّريّ هو التَّأكُّد من أنَّ مستويات سكَّر الدّم تحت السّيطرة، حيث يُساعد هذا على الوقاية من حصول تلف عصبيّ أكبر. يمكن ضَبط مُستويات سكَّر الدّم بواسطة:
مراقبة سكَّر الدَّم.
تنظيم الوَجبات.
النّشاط الجَّسدي.
أدوية السّكّر.
الأنسولين.
تَعتمدُ المعالجةُ الإضافيّة على نوع المُشكلة العصبيّة والأعراض؛ فمثلاً، يُعالج الألم العصبيّ غالباً بالأدوية الفمويَّة. يمكن دهن الجلد بأدويةٍ أخرى لمُعالجة الألم. وتشمل تلك الأدوية كريمات أو بَخّاخات أو لُصاقات. ويمكن التَّحدُّث مع مُقدّم الرّعاية الصحيّة بشأن أفضل خَيار لضَبط الألم. قد يُساعد تغيير النّظام الغِذائيّ على تَخفيف المشاكل الهضميّة، مثل عُسر الهَضم أو الغَثيان. يجب تناول وجبات أصغر وبتكرارٍ أكثر، ويجب أيضاً تفادي الدّهون وتناول ألياف أقلّ. يمكن استخدامُ الأدوية إذا كانت الأعراض شديدة بهدفِ تسريع الهَضم أو تسكين الغَثيان أو تقليل حمض المَعدة. تترافَق الدَّوخة أو الضَّعف الحاصلان بِسبب الاعتلال العصبيّ السّكريّ معَ مشاكل ضَغط الدّم والدّوران. ويتضمّن العلاج لتخفيف تلك الأعراض:
أدوية ارتفاع ضغط الدَّم.
ارتفاع الملح في النظام الغذائيّ.
المعالجة الفيزيائيّة.
رفعُ الرّأس عن مستوى السّرير.
ارتداء جوارب مَرنة.
كما تتوفَّر معالجة للمَشاكل البَوليّة والجّنسيّة. يمكن التَّحدُّث مع مُقدِّم الرّعاية الصّحيّة للمزيدِ من المعلومات عن تلكَ العلاجات. يَحتاجُ المُصابون بالاعتلال العَصبيّ أيضاً لإيلاء عناية خاصّة لأقدامهم. نقص الحسّ في القدمين يعني عدم ملاحظة القرحات أو الإصابات، و هذا ما قد يؤدي الى اصابتها بالعدوى. للاعتناء بالقدمين يجب:
تنظيف القدمين يومياً باستخدام مياه دافئة وصابون لطيف. ويجب عدم نقع القدمين. يمكن تجفيفهما بمنشفَة ناعمة، مع التأكُّد من الوصول لما بين الأصابع.
تَفحُّص القدمين والأصابع كلّ يوم بحثاً عن جروح أو نَفطات أو احمرار أو تَورُّم أو مشاكل أخرى. يجب إخبارُ مُقدِّم الرّعاية الصّحيَّة عن أيَّة مشاكل.
ترطيب القدمين بِدَهون، مع تفادي وصول الدّهون لما بين الأصابع.
بعد الاستحمام أو الدُّش، يمكن بَرد التقَرُّنات ومسامير القدم برفق باستخدام حجر الخَفَّان.
يمكن قصّ أظافر أصابع القدم بشكلٍ يتوافق مع الأصابع وبَرد الحوافّ بمبرد الأظافر.
يجب ارتداء حذاء أو خفّ دوماً لحمايَة القدمين من الإصابات. ويمكن الوقايةُ من التَّهيُّج الجلدي بارتداء جوارب ناعمة وسميكة.
يجب ارتداءُ حذاء ملائم جيّداً، وأن يسمح للأصابع بالتحرّك. يجب ادخال الأحذية الجديدة برِفق.

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة