بالفيديو ... طارق نصر يرد على التضليل: «صحة الحديث وسوء الفهم»

قال الشيخ طارق نصر، كبير باحثين بالأزهر الشريف، ردًا على فيديو للحوينى، ينسب فيه فعلًا للرسول لم يفعله صلى الله عليه وسلم، يوهم الشيخ الحوينى مستمعيه أن نبينا الكريم كان يجلس ومن حوله الصحابة وكان يلقى بنخامته عليهم فيبتدرونها ليمسحوا بها وجوههم.

وأضاف نصر على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك": إن الرواية الصحيحة لا تقول ذلك مطلقًا، بل نص الرواية كما فى البخارى أن عروة بن مسعود حينما رجع إلى قومه قال لهم" َواللَّهِ إِنْ تَنَخَّمَ نُخَامَةً إِلَّا وَقَعَتْ فِي كَفِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ، فَدَلَكَ بِهَا وَجْهَهُ وَجِلْدَهُ، وَإِذَا أَمَرَهُمْ ابْتَدَرُوا أَمْرَهُ، وَإِذَا تَوَضَّأَ كَادُوا يَقْتَتِلُونَ عَلَى وَضُوئِهِ، وَإِذَا تَكَلَّمَ خَفَضُوا أَصْوَاتَهُمْ عِنْدَهُ، وَمَا يُحِدُّونَ إِلَيْهِ النَّظَرَ تَعْظِيمًا لَهُ، وَإِنَّهُ قَدْ عَرَضَ عَلَيْكُمْ خُطَّةَ رُشْدٍ فَاقْبَلُوهَا،

فانظر كيف قدم لكلامه بأداة الشرط "إن" وهى حرف امتناع لامتناع ثم إنها لا تستلزم الوقوع بأى حالٍ من الأحوال – إذ ليست كإذا- فالرجل يتصور أنه إن حدث و تنخّم رسول الله نخامة ووقعت فى كف رجل منهم، أنه بدلًا من أن يمسحها، فسيدلك بها وجهه وجلده وما ذلك الكلام لقومه إلا تعبير عن مدى مكانة رسول الله بين أصحابه، فالرجل يفترض لو أن هذا الأمر حدث لكان ذلك رد فعلهم، مع أنه لم يحدث ولن يحدث لامتناعه عليه السلام بأخلاقه الكريمة من مثل ذلك.

وقال "نصر" من ناحية أخرى فقد غضب رسول الله صلى الله عليه وسلم حينما بلغه أن إماما بصق فى القبلة فعزله، فتساءل الرجل لماذا فقال له عليه السلام: إنك آذيت الله ورسوله.

وفى الحديث المتفق عليه أنه عليه السلام "رَأَى فِى جِدَارِ القِبْلَةِ مُخَاطًا أَوْ بُصَاقًا أَوْ نُخَامَةً، فَحَكَّهُ"

وقد بين عليه السلام أكثر من مرة أن حرمة المؤمن أعظم عند الله من حرمة الكعبة التى هى قبلة للمسلمين، فكيف لا يرضى أن يبصق أحد على القبلة، ثم يأتى هو ويبصق على أصحابه أو يتمخط ويلقى بنخامته عليهم وهو الأُسوة والقدوة فى كل شىء

ومما يترتب على ذلك الفهم السقيم أن الرسول كان يقول مالا يفعل فقد قال عليه السلام "لَا يَبْزُقِ الرَّجُلُ أَمَامَهُ وَلَا عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ"

وفى الحديث المتفق عليه: (البصاق فى المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها) فهل جعل رسول الله من وجوه أصحابه مدافن؟

وفى التنبيه على دفن البصاق مراعاة لمشاعر الناس، حتى لا يتأذى نظرهم، ومن ناحيةٍ أخرى فالثابت أن الإنسان إذا كان مريضًا وبصق على الأرض، فإن المرض ينتقل للآخرين، وقد قال عليه السلام "لاعدوى" بمعنى لا يعدى بعضكم بعضًا، فهو إنشاء فى صورة خبرية، وليس كما فهم من لا فهمَ له، أن الأمراض لا تعدى

واختتم الشيخ طارق نصر قائلًا: تصور أخى المسلم لو أنتج الغرب فيلمًا عن رسولنا، وأخذ بهذا التصور المشين والمهين، فسنعتب على الغرب فى حين أننا نسىء لنبينا من حيث لا ندرى، لكن قد يقول قائل أنا أريد أن أبين للناس مدى تقدير الصحابة للرسول، نقول له ولكنك بهذا أسأت إلى الرسول نفسه فإن تكن قد علمت شيئا فقد غابت عنك أشياء.

وعلى فرض أن عروة بن مسعود قال إن ذلك حدث بالفعل، فكيف تقبلون حديثًا رواه مشرك؟؟


تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة