الدكتور محمود يونس يكتب .. زيادة نشاط الغدة الجار درقية الأولي

وظيفة هرمون الغدة الجار درقية هو الحفاظ على المستوى الطبيعي للكالسيوم في الدم. الكالسيوم بدوره هو مهم لعمل وظائف الجسم بشكل طبيعي، على سبيل المثال يساعد الكالسيوم الأعصاب والعضلات بما فيها عضلة القلب للعمل بشكل صحيح، كما أنه يحافظ على مستويات صحية لضغط الدم. عندما يحدث نقص في مستوى الكالسيوم في الدم، يعيده هرمون الغدة الجار درقية إلى وضعه الطبيعي عن طريق تحريك الكالسيوم من العظام والكلى والأمعاء إلى الدم.
يؤدي زيادة إفراز هرمون الغدة الجار درقية إلى تحريك كميات أكبر من الكالسيوم من العظام والأمعاء، ويرفع مستويات الكالسيوم في الدم والبول فوق المعدل الطبيعي. مع مرور الوقت، يمكن أن يؤدي هذا إلى هشاشة العظام (ضعف العظام وتكسرها بسهولة)، حصى الكلى (كتل صغيرة من الكالسيوم)، وانخفاض في وظائف الكلى.
النساء أكثر عرضة من الرجال لفرط نشاط الغدة الجار درقية، ويزيد خطرالإصابة بهذا المرض مع التقدم في السن.
*طيب ايه سبب فرط نشاط الغدة الجار الدرقية الأولي؟
السبب الأكثر شيوعا هو نمو حميد في واحدة من الغدد جار الدرقية وهو ما يسمى ورم غدي حميد. الورم الحميد في الغدة يجعلها مفرطة النشاط وبالتالي يزيد إفراز الهرمون منها.
في أحيان أقل، تتورم كل الغدد الجار درقية الأربعة وتفرز كميات كبيرة من هرمون الغدة الجاردرقية (PTH).
في عدد قليل من الحالات، قد يكون فرط نشاط الغدة الجارة درقية الأولي وراثيا.
وفي حالات نادرة جدا، قد تصاب الغدد الجار درقية بالسرطان مما يسبب زيادة في إفراز هرمون الغدة الجار درقية (PTH).
طيب ايه هى علامات وأعراض فرط نشاط الغدة الجار درقية الأولي؟
• الشعور بالتعب والإرهاق
• الاكتئاب
• القلق
• آلام عامة
• دم في البول من حصوات الكلى
وقد تتطور الأعراض لتشمل:
• الغثيان والقيء
• ألم في العظام
• زيادة العطش والتبول
• الإمساك
• النسيان
معظم الناس المصابين بفرط نشاط الغدة الجار درقية الناتج عن ورم حميد ليس لديهم أعراضا شديدة كما أن بعضهم لايكون لديهم أعراض على الإطلاق. ولكن سرطان الغدة الجار درقية غالبا ما يسبب أعراضا شديدة في كل الأوقات تقريبا.
ازاى يتم تشخيص فرط نشاط الغدة الجار درقية الأولي؟
في معظم الأحيان يتم تشخيص نشاط الغدة الجار درقية الأولي عن طريق اختبارات الدم التي تكشف عن مستويات عالية من الكالسيوم وهرمون الغدة الجار درقية (PTH). عندما يتم تشخيص فرط نشاط الغدة الجار درقية الأولي، يمكن طلب المزيد من التحاليل للتحقق من وجود مضاعفات للمرض، هذه التحاليل قد تشمل:
اختبارات وظائف الكلى.
مقياس لمستويات الكالسيوم في البول.
الموجات فوق الصوتية أو الأشعة المقطعية للتحقق من وجود حصوات الكلى.
أشعة بالموجات فوق الصوتية أو بالنظائر المشعة للغدد الجار درقية لتحديد الغدة أو الغدد المتورمة.
فحص فيتامين (د) في الدم لمعرفة ما اذا كان انخفاض مستوى فيتامين (د) له تأثير على هرمون الغدة الجار درقية (PTH).
أشعة لفحص كثافة العظام للتحقق ما إذا كان هناك هشاشة في العظام.
في بعض الحالات، قد يطلب من المريض إجراء بعض الاختبارات الوراثية.
طيب ايه هو علاج فرط نشاط الغدة الجار درقية الأولي ؟
العلاج يعتمد على عمر المريض، ونتائج الاختبارات، والعلامات أو الأعراض الموجودة.
العلاج بالجراحة:
ينصح بالاستئصال الجراحي في الحالات التالية:
1. لجميع المرضى تحت سن ال 50، سواء كانت أو لم تكن لديهم أعراض. وذلك لزيادة احتمال حدوث مضاعفات مع مرور الوقت إذا لم يتم علاج المرض.
2. ترقق أو هشاشة العظام أو حصى الكلى.
3. في حالة وجود مستويات عالية من الكالسيوم في الدم (فوق مستوى معين).
4. اختلال وظائف الكلى.
العلاج غير الجراحي:
في حالة عدم وجود علامات أو أعراض أو مضاعفات للمرض كالتي ذكرت أعلاه، قد يوصي الأطباء بعمل فحوصات منتظمة بدلا من الجراحة. هذه الفحوصات ينبغي أن تشمل اختبارات مستويات الكالسيوم في الدم، واختبارات وظائف الكلى، وأشعة فحص كثافة العظام.

في هذه الحالة يراعى اتباع النصائح التالية:
1. تجنب قدر الامكان الأدوية التي تسبب ارتفاع مستويات الكالسيوم في الدم مثل مدرات البول الثيازيدية أو الليثيوم.
2. تجنب حدوث حالات الجفاف في الجسم وتناول كميات كافية من السوائل يوميا.
3. تناول كمية مناسبة من الكالسيوم ويفضل عن طريق الغذاء (حوالي 1000-500 ملج يوميا). نقص الكالسوم يمكن ان يزيد من افراز الغدة الجار درقية.
4. تناول كميات مناسبة من فيتامين (د) حوالي وحدة يوميا. نقص فيتامين (د) يزيد من افراز الغدة الجار درقية ويزيد من نسبة حدوث هشاشة العظام.
5. تجنب الخمول واحرص على عمل تمارين رياضية بشكل منتظم.
في حالة وجود سبب يستدعي التدخل العلاجي تعتبر الجراحة هي العلاج الأقضل والأكثر فاعلية لمرض فرط نشاط الغدة الجار درقية الأولي وغالبا ما تكون ناجحة في معظم الحالات، ولكن في أحيان قليلة قد لا تكون الخيار الأمثل (على سبيل المثال إذا كان المريض يعاني من مشاكل صحية أخرى كثيرة قد تعرض حياته للخطر إذا تم إخضاعه للتخدير العام) في هذه الحالات قد يصف الطبيب المعالج بعض الأدوية مثل دواء السيناكالست (Cinalcalcet) الذي يساعد على خفض مستويات الكالسيوم في الدم وأدوية البسفوسفونيت (Bisphophonates) التي تساعد على خفض مستويات الكالسيوم في الدم ومنع حدوث هشاشة العظام. هذه الأدوية لا تؤدي إلى الشفاء تماما من المرض ولكن تساعد في السيطرة على الأعراض وتقليل المضاعفات.

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة