السلفية تحجب «الشهادة» عن الأقباط.. وأزهريون يردون: الله لم يمنحهم صكوكها

وكالات

تسببت فتاوى مشايخ السلفية فى حالة غضب شديدة بسبب تمسكهم بأن ضحايا العمليات الإرهابية من الأقباط ليسوا شهداء، وإنما ضحايا، ونقلت صفحات السلفية تصريحات للدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، قال فيها إنه لا يصح وصف ضحايا تفجير الكنيسة البطرسية فى العباسية بـ«الشهداء»، وقال الشيخ أبوإسحاق الحوينى، الداعية السلفى، فى فتوى منشورة له عن حكم إطلاق لفظ شهيد على المسيحى المقتول فى حرب أو المرابط على الحدود، إنه «لا يجوز، فمن مات على دين غير الإسلام كافر ومصيره نار جهنم، بدليل قول الله تعالى (إن الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)، وقول الرسول، صلى الله عليه وسلم، (والذى نفس محمد بيده، لا يسمع بى أحد من هذه الأمة يهودى ولا نصرانى، ثم يموت ولم يؤمن بالذى أرسلت به إلا كان من أصحاب النار)»، وأشار «الحوينى» إلى أن الشهادة منزلة عظيمة تفوق منزلة الصالحين، كما دلَّ القرآن، لكن الناس امتهنوا هذا اللفظ وأضفوا هذا اللقب على من أرادوا.

وقال سامح عبدالحميد، الداعية السلفى: «قتلى الكنيسة من المسيحيين ضحايا ومظلومون وليسوا شهداء لأنهم غير مسلمين، ومن فجر الكنيسة إرهابى مجرم، وعمله غير شرعى وغير أخلاقى، والإسلام لا يقبل مثل هذه التفجيرات أو القتل وإزهاق النفوس، والمسيحى الذى قاتل ليُدافع عن أرضه ثم قُتل فى الحرب، هو مقاتل بطل وعمله ممدوح، لكنه ليس شهيداً، لأنه لا يشهد الشهادتين، ولا يُؤمن بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم، ولا يُؤمن بالقرآن، والشهداء سبعة سوى القتل فى سبيل الله: هم المطعون، والغريق، وصاحب ذات الجنب، والمبطون، والحرق، والذى يموت تحت الهدم، والمرأة تموت بجمع».

فى المقابل، قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة، إن من يقولون إنه لا شهادة لغير المسلمين، فإنه يدخل ضمن باب «النطاعة» لأنهم يأتون بأقوال ما أنزل الله بها من سلطان، وكأن الله أعطاهم صكوك «الشهادة» يوزعونها كيفما شاءوا، مضيفة: «ما يحدث سوء أدب مع الله من قبل البشر فمن له حق أن يمنح من يشاء الجنة أو النار أو الشهادة، فهذا حق الخالق صاحب الحق المنفرد، ومثل هذا الكلام تطاول وسوء أدب مع الله قبل أن يكون سوء أدب مع البشر، وأقول لهؤلاء كفوا ألسنتكم، وكفاكم تطاولاً باسم الإسلام، فهو لا يعطيكم هذا الحق».

وقال الدكتور عبدالله النجار، عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن الجندى المسيحى المقتول فى صفوف الجيش «شهيد»، مضيفاً: «المسلمون والمسيحيون إخوة بحكم المواطنة، بدليل قول الله تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)، وشهداء الجنود المسيحيين لهم الحقوق نفسها، حتى إنه فى الدنيا الشهيد الذى يموت منهم له الحقوق نفسها للشهيد المسلم، لأن الشهادة لها أحكام متعلقة بالدنيا وأخرى متعلقة بالآخرة، وأمر الآخرة مرده لله ومن سوء الأدب الحكم عليه».

وأشار «النجار» إلى أن الذى يقاتل لكى تكون كلمة الله هى العليا، هو الذى يقاتل فى سبيل الله، والمسألة ليست خاصة بالإسلام، وإنما تتعلق بالإخلاص لله، متابعاً: «الرسول قال إن هناك من بين المسلمين من يقاتل رياءً أو شجاعة أو من أجل مأرب آخر».
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة