السلسة الروائية "الشمعه" الحلقة الثانية بقلم الدكتورة شيماء سليمان

أغلقت الفتاه عينيها وهيا تتواري خلف الغطاء ؛ولكن قلبها كان يمتلأ رعباً من مجهول لاتعلم ماهو ... كانت ف انتظاره ،،  يحدث،،  ظلت تراقب من خلف الغطاء وكأنها تحاول إقناع ذلك الفتي أنها غطت في النوم ..إستدار الشاب وأعطى لها ظهره وأخذ يزحزح المقعد الي جانب الشمعه المضيئة في ذلك الكوخ الصغير وجلس  ليستأنف القراءه في كتاب كان معه قبل مجيء تلك الفتاه وأخذ يقلب صفحاته صفحه تلو الأخرى وهي تراقبه وفي ذهنها تتصارع الأفكار والتساؤلات 
- ماذا يفعل ذلك الشاب ؟
- وكيف يستطع الإمساك بكتاب بمثل هذه الضخامه؟ 
- وماذا يضمر لها في خاطره ؟ 
- وهل سيصيبها سوء ؟
لم تستطع ان تغفل لحظه عن مراقبته ..ولم تعد قادره علي السيطره علي خوفها ....حتي أنه إنتهي بها التفكير الي الخروج من هذا المكان بأي طريقة كانت ؛ ولكنها كانت ف إنتظار أن تغفو عينيه حتي تهرب من ذلك المكان ،،
فقد كان هناك شيء بداخلها يهتف ؛؛ بل ويصرخ 
لاتمكثي هنا حتي لو كلف الأمر حياتك لابد أن تجدي طريقه للخروج من هذا المكان
وكان الشاب يقرأ بتمعن في ذلك الكتاب وبهدوء ولكنه كان يعلم أنها تراقبه ويشعر بخوفها ويشتم رائحته فيها 
.
.
.
وفجأة نظر لها نظره مخيفة تحول علي إثرها لشيء لم تتوقع حتي  في أسوء  أحلامها حدوثه 

□ 

علي الجانب الأخر
《 الفتيات  التلاته》
 استيقظت(هاله) للخروج الي العمل باكراً
-"صباح الخير  " تم إلقاء السلام علي هاله من أحد زملائها في المكتب 
- هاله :-أسعد الله صباحك( علي )
- علي :- اين كنتي ..حاولت الإتصال علي هاتفك النقال بالأمس ولكن لم أستطع التوصل إليك . 
- هاله :-ولما لم تستطع الوصول الي ؟
- علي:-كان خارج نطاق التغطية .
- هاله:-  كنت في المنزل ولم أذهب لمكان وانت تحدثني دوما ولم يحدث من قبل أن يكون خارج التغطية ..
- علي:- هل به ايه عطل ؟
- هاله :- هاهو امامك سليم وليس به أي عطل اومشكله 
- علي:-طيلة اليوم كنت  أحاول الوصول إليك ولكن دون جدوى ..حتي هاتفك الأرضي ...كان الرد الآلي يردد انه خارج نطاق الخدمه
- هاله:-ما الأمر (علي)هل هناك شيء حدث 
نظر اليها متعجبا ثم قال :-  الاتعلمين ماالامر حقا!!! شعر (علي ) أنها من الممكن ان تكون تخفي شيئاً عنه لأنه ذهب إلى بيتها ولم يجد أحد بالمنزل ثم اخبرها بذلك وبأنه ذهب للبيت وأخبره الحارس أن المنزل مغلق منذ يومين وأنه من المحتمل أن تكوني بمنزل والديك .
تعجبت هاله من حديثه ..حتي أنها اعتقدت أنها مزحة منه كعادته ..نظرت إليه لعلها تقرأ ملامحه ..هل يتحدث بجدية أم أنه مجرد مزحة ..ولكن دون جدوى فكانت ملامح وجهه توحي بصدق كلامه
سألها علي:-هاله لما تلك النظرات ولما التعجب وأين كنتي منذ يومين ذهبت لمنزلك ولكن كان مظلم وكأنك لم تكوني متواجدة  ...كان يحدثها ولكن عقلها لم يكن معه ...شيء ما هز كيانها واخرجها من عالمها الي عالم آخر ...دب الرعب بداخلها ...وظهرت علي ملامح وجهها الرقيق علامات الدهشة والخوف  ...
هاله ...هاله.. هاله ..ماذا بكي 
ألتفت باقي المتواجدين بالعمل معهم إليه 
وهو يصرخ بصوت عالي واسرعوا إليه وجدوها تنتفض بشده وكأن زلزالا أصابها 
حاولوا امساكها ولكن جسدها انتفض بقوه وعينيها جاحظتين ...ممتلئتين بالرعب موجهه تجاه شيء ما ....شيء ما 
وكأن ماقيل علي لسان (علي ) أيقظ شيء ما بداخلها شيء مخيف 
شيء تقشعر له الأبدان 
شيء عند ذكره تزهق الأرواح 
عند رؤيته فقط يذهب العقل والشعور ولايظل سوي جسد دون روح 
روح مكبلة بالاغلال 
روح حبيسة لقوى الشر 
روح مستعبده 
روح مسلوبة الإرادة لاتعي ماتفعله 
فما تفعله لا يخطر علي بال بشر 

 ...............
..
..
يتبع

 بقلم د. شيماء سليمان
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة