"مسرحية المنصوبات" لتبسيط النحو للطلاب بقلم الادبية راغدة شفيق

راغدة شفيق

 الشّخصيّات: الـمفعول فيه, ضيوفُ الشّرفِ (الـمضاف إلى الظّرف - صفة الظّرف – عدد الظّرف) - شُرْطِيّ اللُّغة العربيّة - طالب العلم، علامات الإعراب يا سادة يا كرام: فدخلت بعد أن فتحت الفتحةُ البابَ , ووَقَفَتِ الألفُ شامخةً بثبات, فانْحنتِ الكسرةُ بأدبٍ ووَقار, وضحكوا لمشيةِ البطّةِ مع الياء. 
الـمكان والزّمان: حديقة اللُّغة العربيّة, حَفْلة عشاء. 

( الـمفعول فيه وقفَ بهيئتهِ الأنيقة, ورَنَّتْ كلماتُه بخفّةٍ وعذوبة): 

حضرتُ إلى الحفلة ليلاً، وتعطَّلتْ سيّارتي، فمشيتُ مِيلاً , وشكراً للمساعدة أيُّها الشُّرْطِيّ, كي أستريحَ قليلاً. 

- الشُّرْطِيّ: الحمدُ لله أنّك لمْ تنمْ طويلاً.

 (ضحكَ الحضورُ، وانْتابهم الفضول حولَ هُوِيّةِ ضيفهم الجديد.)

- طالبُ العلم: أهلاً بكَ أيّها الاسمُ الـمنصوب بزمانِكَ ومكانِكَ. لماذا سميت (مفعولاً فيه) ؟ 

- الـمفعول فيه  : لأنّه لابّد للفعل من زمان أو مكان يقع فيه، وعلامة ظرف الزّمان أن يصحَّ جواباً لـ "متى" وظرف الـمكان أنْ يصحَّ السّؤال عنه بـ "أين" 

- طالب العلم: ما أصل الظّرف؟ 

- الـمفعول فيه :  الظّرف في الأصل ما كانَ وعاءً لشيء, وتسمّى الأواني ظروفاً, لأنّها أوعيةٌ لـِمَا يُجعل فيها, وسُمِّيَتِ الأزمنةُ ظروفاً لأنّ الأفعال تحصل فيها، فصارتْ كالأوعية لها.

 - طالبُ العلم :  هل من توضيح ؟ 

- الـمفعول فيه : نقول: كلُّ أسماء الزّمان صالحةٌ للنصب على الظّرفية سواء كانت مبهمة (ليس لها صورة ولا حدود محصورة): (سرتُ زمناً وصبرتُ دهراً) أو مختصّة (تدل على صورة محصورة بمعنىً محدَّد غير مبهم وصالحة للجواب لـ (متى) نحو: أُسافرُ يومَ الخميسِ, جواباً لمن سأل: متى تسافرُ ؟ 

- طالب العلمِ: إذنْ ظرفُ الزّمان: كلّ الأسماءِ صالحة للنصبِ على الظّرفيّة الزّمانيّة مبهمة ومختصة. 

- الـمفعول فيه  : نعم صحيح (عاشَ نُوْحٌ دهراً, ودعا قومَه حيناً, ونقول: أبداً وأمداً, وسرمداً, وقرناً , وعصراً , وبرهةً .......) على أن تدلَّ على زمان محدَّد. (حانت ساعةُ الرّحيل): ساعة تدلُ على الزّمان ولكن هل هذا الزّمان محدَّد؟ لا. لذلك تُعرب حَسَبَ موقعها الإعرابيّ فاعلاً مرفوعاً، وهذا البيت من الشّعر:
يا مَلْعَبَ البِيْضِ الغَرائِرِ يَمَّحِي
 يَوْمُ الغَرامِ بِهِ بِيَوْمِ لِقاءِ

 يومُ – يومِ: هي في الأصل من ظروفِ الزّمان، ولكنْ هل حدَّدَ زمن الفعل وصَلحَ جواباً لـ "متى"؟ لا، فيُعرَبُ حَسَبَ موقعه ( يومُ: فاعل – بيومِ: جارٌّ ومجرور) 

أمّا: حفظتُ الدّرسَ صباحاً: هنا حدَّد زمن الفعل وصلح جواباً لـ "متى" فيُعرَبُ مفعولاً فيه ظرف زمان منصوب. 

- طالب العلم: وظرف الـمكان؟ 
- الـمفعول فيه :  لا يصلح للظّرفيّة الـمكانيّة إلاّ الـمُبهَمات كأسماءِ الجهاتِ والـمقاديرِ القياسيّة كالـميل والفرسخ. 

- طالبُ العلمِ: أينما وُجِدَ ظرف الـمكان يعربُ منصوباً؟ 

- لا، أيضاً للقاعدة شذوذ، فقد نجدهُ مجروراً وهذا من أبسطِ الأمورِ:
بَعُدْنَ فغشّاهُنّ دَمْعِي كَأَنَّني

 أَراهُنَّ مِنْ خَلْفِ الزُّجاجِ الـمُصَدَّعِ

. هنا جاء جارّاً ومجروراً.

- طالبُ العلمِ: هل أنتَ ضعيفٌ وتحتاجُ إلى تعليق؟
 
- لستُ ضعيفاً, ولكنْ أحتاجُ إلى تعليق، أنا أُحِبُّ الصّداقة، واجتماعيٌّ بطبعي، أتعلَّقُ بالفعلِ وأشباهِ الأفعال
 من مصادرَ ومُشتقّاتٍ وأسماءِ الأفعال، وقد أُعلَّقُ بمحذوف. 

- طالب العلم: بمحذوف؟ هذا أمر غريب. 

- الـمفعول فيه  : لا بل هو بالـمعنى قريب، ما الذّي عندك؟ أين نُعلِّقُ الظّرف؟

  ( صفر شُرْطِيّ اللُّغة مقاطعاً ) 

-  شرطيّ اللُّغة : أنا أجيب: موجودٌ عندي صافرة.

 ( ضحك الـمفعول فيه وصفقَ الجميع ) 

- الـمفعول فيه  : نعم، موجود، وهو بالتّقدير ولكنَّ كُلَّ اسم موصول يحتاج إلى جملةِ الصِّلة، فهنا نُعَلِّقُ بفعل الصّلة الـمحذوف. 

- طالب العلم: هل تُحذفُ ولديك من ينوب؟
 
- نعم، نادى نُوّابَهُ في اللُّغة. 

 ( صعدَ المنصّة ثلاثة من الضّيوفِ )

- أنا الـمضافُ إلى الظّرف كـ (بَعْض) و(كُلّ): مشيتُ كُلَّ النَّهار، وبعضَ اللّيل.

 كلّ: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة وهو مضاف، نابَ عن الظّرف النّهار. 

- وأنا صفته:(انتظرتك طويلاً) التّقدير: (انتظرتُكَ وقتاً طويلاً) 

- وأنا أيّها الأصدقاء عدده: (درسْتُ ثلاثَ ساعاتٍ) أي (درستُ مدّة ثلاثِ ساعات).

- طالبُ العلمِ : ولكم فائق الاحترامِ والتقدير .

صفّرَ الشُّرْطِيّ ليُنْهِيَ الحوار، وأسدلَ السّتار
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة