السلسة الروائية "الشمعه" الحلقة الثالثة بقلم الدكتورة شيماء سليمان

عليكي القيام بعمل أشعة سينيه علي الفور وقياس مستوى الدوبامين ، والنورادرينالين بالدم قال" الطبيب" المعالج للممرضه تلك الكلمات ردت زميلته قائله :- هل تشك  بشيء نظر الي الفتاه نظره اشفاق ..وتمتم قائلا بناءً علي تلك الأشعة  سنحدد  ،ولكن اعتقد انها قد تعرضت لصدمه قويه نطقها وانصرف من الغرفه  اعطتها الممرضة حقنة في الوريد وأغلقت الباب وأثناء انصرافها اوقفها والد "مياده" متسائلا بلهفة وحزن عن وضع ابنته وحالتها الصحيه ومتى ستستفيق ؟
اجابته والحيرة تعتريها :-دكتور "ايمن" حتي الآن لم ينتهي الي تشخيص الحاله وطلب بعض الفحوصات أولا ...واكملت طريقها دون أن تترك له مجال لأي تساؤلات اخري ...
اجهشت والدتها ف البكاء ..ورفعت رأسها تناجي ربها بالدعاء طالبه منه إنقاذ ابنتها ..وأخذ والد "مياده "يربت علي كتفيها مواسيا إياها 
 قائلا :-إن ربي  لن يخيب لنا رجاءاً
فأهدئي ..
كانت" مياده" في حرب بين الحياه والموت 
تتصارع الأحداث بداخلها منذ أن كانت بالكوخ 
أحداث يشيب لها الولدان شيبا 
وبخارج الغرفه ومن وراء الزجاج الشفاف ينظر إليها والديها بحزن يرونها نائمة ..دون أن يشعروا بما يحدث لها ...لم يكن يعلموا أن هناك قوة خفيه تحاول السيطره علي روحها ..لم يكن يعلموا كم المعاناه التي تعانيها 
وفجأة صوت إنذار جهاز التنفس يوحي بالتوقف  
واستقامت إشاراته هرعت الأم الي الغرفه علي الفور وهي تصرخ" ميااااااااده" وأسرع الوالد لإحضار الطبيب
أتي الطبيب علي صوت الصراخ التي تعالت داخل المستشفي ودلف الي غرفتها محاولا السيطره علي تنفسها بجهاز النبضات ، يضعه وينتزعه ويضعه وينتزعه ..أمام زهول والديها وبكاء الأم صرخ دكتور "بالممرضه " قائلا:- اخرجيهم من هنا 
في محاولات مستميته منه لإنقاذها .
ولكن دون جدوى فقد غلب الموت علي إرادته في محاوله انقاذها أومأ الي والديها ..إيماءه   توحي بالأسف وبغلبه الأمر عليه صرخت الأم واقتربت من ابنتها وامسكت بها في محاوله منها لافاقتها وهي تبكي قائله:-مياده افيقي حبيبتي لاتفعلي بأمك هكذا افيقي بنيتي 
الأب :- اهدئي .. هكذا نطق بتلك الأحرف وهو يحاول ايهدئ من روعه ..ولكن دون جدوى ..فقد انهار هو الآخر في البكاء 
الطبيب :-من فضلكم لم يكمل كلامته إلا ويد 
تطبق علي عنق الأم بقوة وبعنف 
وكانت هذه هي الفتاه الفتاه التي فارقت الحياة منذ بضع لحظات في ذهول ودون وعي سابق حاول الطبيب ووالد الفتاه افلات يديها من حول عنق الأم ..التي تكاد تلفظ أنفاسها بسبب تلك القبضة ولكن دون جدوى فقد لفظت الأم أنفاسها الاخيره  وتركتها ...

نظر الطبيب إليها برعب 
والأب فقد وعيه بعدما رأه بعينه 
الممرضة ..دوي صوت صرخاتها المشفى 
علي إثر تلك الصرخة استفاق الطبيب من ذهوله
وقبل ان يعي الجميع مايحدث ...نظرت" مياده"

 الي الطبيب بعين شيطان .. واقتربت منه ... وامسكت بعنقه بقوه تفوق قوه جسدها الضعيف 
قوه الف رجل ..
وقتها ايقن  انه هالك لا محاله ولكنها ابتسمت له 

وانصرفت من المستشفي في محاولات من الجميع من منعها ولكن كان الهلاك مصير كل من اعترض طريقها
الطبيب 
جثا علي ركبتيه أرضا في حاله إنهيار تام ..

عم الفوضي داخل المشفى 
علي الصعيد الآخر
"هاله "
انطلقت بسيارتها  بشكل جنوني حتي أنها كادت تصطدم بسياره اخري في طريقها 
أخرجت الهاتف النقال من حقيبتها
وضغطت على رقم صديقتها منتظره الرد عليها 
ولكن دون جدوى 
حاولت أكثر من مرة ولكن الهاتف لايستجيب 
زاد هذا من توترها 
ف إنطلقت الي بيت صديقتها  
طرقت الباب  ؛؛ وانتظرت ، طرقت مره اخرى
وانتظرت ؛؛ ولكن لم يجيب أحد عليها ؛؛ف همت بالإنصراف وتوجهت للمصعد ، وقبل أن تصل إليه سمعت صوت صرخه مكتومة ..توقفت .. حاولت الإقتراب من باب شقه صديقتها ، ولكن كان الصوت قد اختفى ؛؛ تمتمت ببعض الكلمات كأنها تحادث نفسها لعلي اتوهم ؛ ولكن شيء ما جعلها تخرج هاتفها وتحاول الاتصال بها ؛ ؛"صوت  هاتفها "هكذا قالت "هاله " طرقت الباب بقوه وكأنها استشعرت وجود خطر  
تعالا صوتها بالهتاف     "وسام" 
"وسام" خرج الجيران علي صوتها وهي تهتف ماذا يحدث  ؟ وسام ارجوكي اجيبيني سمع الجميع أصوات بالداخل وكأن معركه بالداخل تحدث ساعدوني ،اتوسل إليكم ،فليحاول أحدكم كسر الباب هكذا صرخت هاله في وجه الجيران 
لا أحد يعلم عما يدور بالداخل 
أعزائي القراء
من  يستطيع التنبؤ بما يحدث
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة