السلسة الروائية "قمراية" الحلقة السادسة تاليف الكاتبة الصحفية وفاء يونس

وسارت بنا العربة المحملة بأغراضنا الى مسكنا الجديد الذى يعيش فيه عم ماهر ودخلنا من حارة الى حارة الى حارة ,,حوارى ضيقة وبيوت قديمة واطفال يملاؤن الحوارى والمكان يدل على فقر كبير

صحيح احنا كنا بنشتغل بوابين ولكن كنا نعيش فى حى راقى والمكان نظيف ولكن هنا الناس مختلفه الفقر والعشوائية والبيوت الغير متناسقة تضغى على المكان ,,,شكل الناس مختلف عن الناس اللى عيشت واتربيت بينهم هناك كان الكل اغنيا واحنا بس اللى فقرا لكن هنا كلنا حاجه واحدة مستوى واحد
الكل يجتمع على ضيق العيشه ,,ودخلنا الى بيت قديم مكون من دورين فقط والدور الاول مكون من فسحة كبيرة و 6 ابواب لغرف كل غرفة يسكن فيها اسرة كاملة وحمام واحد مشترك لجميع الاسر ...حمام مشترك لعدد 40 فرد تقريبا؛؛؛

ودخلنا الغرفة التى يسكن عم ماهر وكانت غرفة كبيرة ولها شباك كبير يدخل منه الشمس والهواء ويطل على الحارة وهذة هى الحسنه الوحيدة فى المكان ففى الغرفة التى كنا نسكن فيها تحت السلم لا يوجد بها شباك ولا ترى الشمس ولا النور ليل نهار ::

وبدأنا نفرش الاوضه بالعفش اللى معانا على اللى عندهم وعم ماهر قال كفايه سرير واحد علشان مانزحمش الاوضه ,,وردت امى وقالت امال البنات ها يناموا فين يا ماهر

قال لها اصبرى بس ,,وبعد ما نصب السرير جاب قوالب طوب وعلا بها السرير وفرش لنا تحت السرير مرتبة ومخدة وقالى دا بقا مكانك انتى والبت صباح ..يقصد صباح بنته من زوجته الاولى الله يرحمها ...
,,وبص لامى وضحك وقالها عشان البنات يبقوا مداريين عننا ,,ضحكت امى فى دلال وقالت له ,,وجاتك ايه يا سى ماهر

واخرجت امى الملايات الجديدة ومفرش للترابيزة وستارة للشباك وستارة اخرى بجانب الدولاب ووضعت خلفها البوتجاز وادوات الطبخ واصبحت الغرفة جميلة وتليق باستقبال العروسة

صحيح غرفة فقيرة لكن كل مافيها نظيف ومرتب وجميل واجمل مافيها هى امى احلى عروسة شفتها فى حياتى ,,وبعدها اخدنى عم ماهر وقالى تعالى نجيب البت صباح من عند عمتها ونجيب شويه طلبات للبيت لحد ما العروسة تجهز وبص لامى وضحك ,,وخرجنا انا وعم ماهر ورحنا جبنا صباح من عند عمتها ووكنت اول مرة اشوفها كنت فاكراها ها تطلع جميلة زى عم ماهر لكن لاقيت قدامى بنت اقل مايقال عنها انها وحشه ..ونظر اليا عم ماهر وكأنه قرأنى وقالى بهمس فى اذنى معلش ياقمرايه اصلها نسخة من امها شوفتى بقا ان ربنا عوض صبرى خير بأمك وضحكت وضحك عم ماهر ورجعنا على الحارة واحنا داخلين عدينا على دكان صغير فى اخر الحارة كان صاحبها فى عمر عم ماهر كدا وكان وجهه يفيض بالشباب والحيويه ومعاه ابنه كان تقريبا اكبر منى بخمس سنين وكانت تجلس على باب المحل امرأة عجوز وبدينة وترتدى جلباب اسود وطرحة وتفترش الارض بشلتة كبيرة وتضع فى حجرها الفلوس التى تأخذها من الزباين ,,فى اول الامر افتكرت انها ام الراجل صاحب الدكان ((عم سلطان)) لكن البت صباح قالتلى انها مراتة وان الدكان والبيت ملكها وان عم سلطان اتجوزها علشان كدا ,,قلت لها يعنى الواد الصغير دا هو اللى ابنها بس قالتلى اه ..خلفوا الواد محمود دا وبس والاهم ان الدكان صحيح كان صغير لكن كان فيه كل حاجه من الابرة للصاروخ

ووقفنا نشترى طلبات للبيت وبعدين عم ماهر بص لى كدا وقالى ايه رايك ياقمرايه نشترى لامك ايه هى محتاجه ايه ,,ووقفنا نختار ..ريحة وبودرة واحمر شفايف ورجعنا على الاوضه وفتحنا الباب ودخلنا ولاقيت امى لابسه قميص نوم احمر اول مرة فى حياتى كلها اشوف ست بالحلاوة دى

وفاردة شعرها على ظهرها وحاطه احمر على شفايفها وكحل فى عنيها ,,زى البدر شبه ست الحسن والجمال اللى كان ابويا بيحكيلى عنها كل يوم وانا بتدفا فى حضنه ..اول مرة اشوف ست الحسن والجمال على الحقيقة ,,طول عمرى كنت بشوف امى دبلانه وتعبانه من كتر شغل العمارة ,,النهاردة الروح دبت فيها ,,ايه اللى جرى وليه امى قاعدة على السرير دى طول عمرها كانت بتسيبنى انام على السرير جنب ابويا وهى دايما تنام على الكنبة ,,معقول هى هاتنام النهاردة على السرير جنب عم ماهر ؟؟ كل هذة الاشياء كانت تدور فى ذهنى وانا اقف انظر الى امى دون ان انطق حرف واحد

وقطع سكون اللحظه ..((صباح) عندما نظرت الى امى وقالت فى صوت عالى ,,ايه دا يالهوى دى شبه بتوع السيما يا با ..فرد عليها عم ماهر وقالها ” صلى على النبى ” ومدى ايدك سلمى على مرات ابوكى ياصباح ..واخدتها امى فى حضنها وكانت اول مرة تاخد حد غيرى فى حضنها؛؛
وبعدها توالت الاحضان مرة عم ماهر ومرات ابنائها منه

ونستكمل فى الحلقه القادمة
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة