السلسة الروائية "الشمعه" الحلقة العاشرة بقلم الدكتورة شيماء سليمان

بعد أن قام الشبح بإحتجازنا بغرف زجاجية 
دخل غرفه مياده " وكانت مستلقاه علي سرير مكبله بالاغلال ..اليدين ..والقدمين 
كاد الموت يقترب من " مياده " من هول ماتراه أمامها فذاك الشيء الذي يقف أمامها مباشره 
له وجه بشع ، عينان كالنيران  المتوهجه ،

أصابع كأصابع الأخطبوط ، ووضع يديه علي صدرها بقوه وكانت تصرخ من شده الألم 
حتي شحب وجهها بشده  وكأن روحها تخرج من جسدها ببطيء ، أو كأنها تعذب عذابا اليما..
وظلت تنتفض بشده ، وبشده ، حتي استقرت بهدوء .....

كانت صديقاتها الثلاثه يرون مايحدث ويترقبون دورهم برعب تحتبس أصواتهم خوفاً 
نظر إليهم من داخل الغرفه المحتجز بها " مياده" ...
 واختفى

اجهشت  " هاله " في البكاء ،،، تبكي بشده وتصرخ 
فحاول الطبيب المعالج تهدئتها قائلاً :- حسناً اهدئي لن يصيبك أذى اهدئي انتي الآن هنا في الغرفه استيقظي استفاقت "هاله" علي الفور 
سألها :- هل انتي بخير ؟

أومأت اليه برأسها بإشارة تنم عن كونها بخير 
وعم الصمت المكان .... برهة من الوقت 
كان الطبيب صامتا منتظراً منها البدء في الحديث من جديد في محاوله منه لإعطائها فرصه للتذكر ؛؛
ولكن فجأه سقطت  "سالي " علي الاريكه في حاله إغماء ...فشهقت" هاله " وانتفصت من مكانها فور رؤيتها  اليها

ولكن سبقها الطبيب وقام بفحصها  ...
ثم قال ....احضري زوجها لحظات وأتى 
أعلنت ملامحه الأسى والحزن علي حالهما وما حدث لهما 
أخبره الطبيب  بضروره نقلها للمشفي لتعرضها لانهيار عصبي بالأضافة الي ان التنفس لديها ضعيف ...
بكي زوجها من شده ماتعرضوا له ....

وكانت علامات الإعياء الشديد ترتسم علي ملامحه
وحملها بين يديه مسرعاً بها الي المشفى
أرادت "هاله " الذهاب معهما ولكن لم يسمح الطبيب بذلك لإستكمال الجلسه وذهب والد 
" هاله " معهما 

 كانت هاله تحتاج إلى فترة للخروج من ذاك الواقع وتلك الأحداث المؤسفة  الي واقعها الآخر ذاك الواقع الخفي المجهول ؛ ذاك الواقع الذي سقط قيده من ذاكرتها .....وذلك ما ارهق " الطبيب" 
حتي هيأها للذهاب إليه 

 أشار إلى هاله بأن تسترخي وحقنها في الوريد بأمبول ...............
ليساعدها علي السكينه والإسترخاء 
بدأت تهدأ شيئا فشيئا 

وساد الصمت ارجاء المكان حتي اقتحمت كلمات "هاله "  قلب الصمت قائله :-
اتعلم ؛؛؛ 
عندما انصرف ذلك الشيء فجأه  ...تلك  القيود التي كبلت بها   تم فكها لا أعلم كيف ...

وانطفأت الأنوار مايقرب الخمس دقائق عندما تمت إنارة المكان كانت غرفه" مياده" فارغة تماما 
.... كانت داخل الغرفه المحتجز بها "وسام  "
رغم غلق الغرفه ...نعم ..فالغرفه كانت مغلقه من الخارج لم اكن أعلم كيف حدث ذلك 

كانتا تتحدثان مع بعضهما البعض 
وتحرك مقبض الباب من الخارج وتم فتح جميع الغرف ...أيضاً لا أعلم كيف 
وخرجنا جميعاً ونحن لانعلم مالذي يحدث معنا ولم يسأل أحد منا عما حدث" لمياده" وكيف وصلت إلي وسام رغم غلق الغرفه من الخارج 

كل ماكان يشغلنا هو كيفيه الخروج من ذلك المكان 
تركنا أمر خروجنا الي" مياده "
وكأنها كانت تعرف طريقها جيدا 
وهذا لم يشغل فكرنا كثيرا ..كنا نريد الخروج وفقط
بعد أن خرجنا من ذلك المكان ....سرنا طويلا وسط الأشجار لمده تزيد عن ثلاث ساعات 
حتي وجدنا سياره علي الطريق  اوصلتنا حتي العمار  وبعدها كلا منا ذهب إلى بيته و.......

صمتت برهة قليله من الوقت 
والطبيب لم يقاطعها 
منتظرا استكمالها لحديثها
-كيف ذلك؟
-كيف لم نتذكر تلك الأحداث ؟
نظرت إليه منتظره منه الإجابه 
فرد قائلاً :- هناك احتمالين ، الأول .قد يكون نتيجة الصدمة التي تعرضتم لها .والثاني.  إثر عقار أعطى لكم 

-وكيف ذلك وقد حدث نفس الأمر عندما كنا بالرحلة سمع الطبيب ماقالت ولم يبدي أي تعجب 
منتظرا منها استكمال ماتقول 
شردت قليلاً وكأنها تستعيد ذكريات مؤلمه 
ثم أكملت حديثها وهي تتسأل وكيف  تختفي كل تلك الأحداث من ذاكرتنا 
ثم نظرت إلى  الطبيب قائله :- اتعلم ما الذي حدث في تلك الرحلة 
أومأ برأسه نافيا علمه .
-اتعلم أننا ذهبنا الي رحله الي الشمال وأثناء طريقنا للذهاب  السائق وجد نفسه يتجه إلى طريق غير طريقه غير قادر علي التحكم بمقود السياره وكأن قوه اجبرته علي السير في ذلك الطريق 
دخل في الادغال ..طريق مجهول لم يعرفه من قبل وكأنه وجد من العدم وبعد ذلك  تعطلت السياره بدون أسباب 
وتفرقنا جميعاً ...علي هيئة مجموعات 
وكنا انا "وسالي ومياده ووسام " مجموعه 
وانتشرنا في الغابة لعلنا نجد طريق يخرجنا للطريق العام 
فلم نجد وتوغلنا أكثر في الغابة واشتد الظلام علينا لم نعد قادرين علي رؤيه بعضنا البعض الابصعوبه  ...كان الظلام دامس  وفجأة اختفت" مياده" من جوارنا ...بحثنا عنها جميعاً  ...فلم نجد لها أثرا 
اشتد التعب علينا ...وغلبنا النعاس ولم نستيقظ سوي عند إشراقة الصباح 
ولا نعلم الي اين ذهبت" مياده "ولا مالذي حدث لها 
لم نسمع اخبارها إلا بعد أن قتلت والدتها 
.....

هناك حلقه مفقودة ...في تلك الأحداث 
هناك شيء غير مكتمل .....قال ذلك الطبيب المعالج وعلامات الحيره تعتلي وجهه 
وسالها كيف عدتم الي منازلكم بعد ذلك ؟
اجابته :- لا أدري  !
ولكني وجدت وشما علي هيئة دائرية  قد رسم علي زراعي  وأسفل فقرات ظهري بعدها 
 رد عليها متسائلا :- اين ؟ هل لي أن اطلع عليه ؟
ترددت قليلاً  ...وقالت من الممكن ان تري مافي زراعي ...ورفعت  لتريه ما وشم علي زراعها
وعندما نظر اليها انتفض بقوه وكأن صاعقة من السماء هبطت عليه .... قائلاً :- مستحيل 
وقام من مقعده واتجهه نحو الشرفة ...وحاول إخراج سيجار من  جيبه بتوتر ولكنه لم يجدها مما زاد من توتره أكثر  .....
تسأل الجميع ماباله  ...وما الذي افزعه لهذه الدرجة ...ولكن أحدا لم ينطق ببنت شفة ....
وكأنهم علموا أن الأمر جلل 
وان مأساة تنتظرهم .....
ولكن ما كانوا يجهلونه هو أنها لم تك تنتظرهم وفقط ......بل تنتظر البشريه 
......................................
علي الجانب الأخر كانت
مياده تترقب الساعات الأخيرة من الليله الموعودة 
الليله الحاسمة ،،، ساعات قليله وتنتهي مأساتها ..ساعات قليله
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة