علي بعد مسافة تقدر بحوالي 10 كيلو متر من مدينة سيدي سالم وعلي مساحة تتجاوز الـ10 أفدنة تجد ( مكامير الفحم )عند اقترابك من المكان  فإنك تكاد أن تختنق بهذا الدخان الكثيف المنبعث من تلك الأكوام السوداء يعمل بها العشرات ما بين أطفال ، شباب، وكهول اقتربنا منهم رغم كثافة الأدخنة وحاولنا أن نتعرف علي طبيعة حياتهم وسط تلك التلال المتفحمة.  

 قال لي أحد العمال : أنا أدرس بكلية التربية في الفرقة الثالثة أعمل بيومية 70 جنيها ورغم علمي بخطورة الأدخنة علي الصحة إلا أن العمل هنا أقل مشقة من العمل في الحقول .

واضاف أحد أصاحب المكامير : لدينا هنا أكثر من مائة عامل بنظام اليومية ولا نعرف لنا مهنة أخرى فلقد ورثناها عن آبائنا وأنا أعمل بها منذ ثلاثين عام وعندما سألناه هل الربح العائد عليه يستحق التضحية بصحته وصحة أبناءه، والعيشة تحت تهديد الإزالة والغرامة المالية ؟ 

أجاب : الفحم رغم أن له استخدامات كثيرة ومتعددة، إلا أننا نقوم ببيعه عن طريق وسيط يأتي لشرائه مننا بالجملة ولذلك فهامش الربح منه ضئيل ولكن إذا تركت هذه المهنة فماذا أعمل، لا أعرف لي عملً أخر ورغم الحملات المتكررة للبيئة والشرطة والغرامات المفروضة علينا إلا أننا بعد كل حملة نقوم ببناء المكامير مرة أخري لأنها مورد رزقنا الوحيد .

أوضح محمد حلمي مدير إدارة البيئة بمركز سيدي سالم : أن الإدارة منذ سنوات تعمل علي مجابهة تلك المكامير نظرا لما تتسبب فيه من كوارث بيئية ومخاطر تضر بالصحة العامة للمواطنين وجرت معاينة لهذه الأماكن أكثر من مرة وتم اتخاذ الإجراءات القانونية ضدهم و بالتفتيش تبين وجود أكثر من 20 مكمورة جميعها مخالفة ومع تكرار الحملات توقف 15 مكمورة من التي تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيالها سواء عن طريق فرض الغرامات أومن خلال تنفيذ الإزالة لهم.

والآن لا يوجد سوى 7 مكامير فقط في المنطقة ، وقد ابدي محافظ كفر الشيخ ومسئولي البيئة استعدادهم لمساعدة أصحاب المكامير في تقنين أوضاعهم عن طريق البحث عن مكان أخر يبعد عن التجمع السكني أو استبدال هذه المكامير بأفران خاصة، إلا أنهم تباطئوا في إنهاء الإجراءات.