مُحمد رجب الغرباوي، شاب لم يُعرف عمره بعد، فتصريحات تقول أنه ابن 17 عامًا، وآخرى تُشير إلى أنه ابن 25 عامًا، ولكنه في النهاية شاب سُجن 10 سنوات كاملة بيد أمه.
عزيزة القلمي، أم عجوز، شاب قلبها قبل أن يشيب شعر رأسها، حبست طفلها الوحيد مُحمد، في منزلٍ مهجورٍ لا حياة فيه ولا روح.
الاسمان الماضيان يرويان قصة تُدمي الأعين والقلوب، فعزيزة قررت أن تحتجز ابنها داخل منزل مهجور بقرية سجين التابعة لمركز شرطة قطور بمحافظة الغربية، قائلةً: “كنت خايفه عليه”.
وبحسب مصدر أمني بمديرية أمن الغربية، فإن الأم ارتكبت ذلك التصرف بعد وفاة زوجها، إذ أشارت أن المنزل الذي احتجزت فيه ابنها لعشرة سنوات هو ملكها، وأن حالتها الاجتماعية سيئة منذ وفاة زوجها، وليس لها مصدر دخل غير التسول، من أجل توفير بعض متطلبات الحياة.
بدورهم، أكد عددًا من أهالي قرية سجين، أن والدة مُمحمد التي تُدعى عزيزه القلمي، قامت بحبس ابنها منذ أكثر من عشر سنوات في منزل مهجور ومملوء بالقمامة والأخشاب والثعابين، وذلك في حديثهم لـ”القاهرة 24″.
بداية قال محمد جبر، جار الشاب، إن والدته أغلقت الأبواب علي ابنها ووضعته في مكان مظلم تمامًا وحجبت عنه أي مساعدة من جانب الاهالي أو جيرانه، مضيفًا أن الأم تقوم باشعال النيران في المنزل ليل نهار وقد تسببت في حريق المنزل أكثر من مرة.
وأضاف عبودة زيد، الجار الثاني للشاب في نفس القرية، أن الأم هي السبب الأول والأخير فيما وصل إليه الشاب، مبينًا أنها وضعت ابنها بعد وفاة والده في حجرة مظلمه منذ عشر سنوات ومنعت أي فرد من مساعدته، مضيفًا أن محمد كان بصحه جيده وكان يعمل في “المحاره”.
فيما قال ياسر الغرباوي” عم الشاب مُحمد رجب الغرباوي: “إنني حاولت بكل الطرق مع باقي أفراد العائلة من الدخول للمنزل ولكن الأم رفضت”.
من جهتها، صرحت الدكتورة هند نجيب، المدير التنفيذي لـ”اطفال بلا مأوى”، انها تلقت اتصال من أحد أهالي القرية بأن هناك أم احتجزت ابنها منذ 10 سنوات، مؤكدة أنها تواصلت مع خط نجدة الطفل التابع للمجلس القومي للأمومة والطفولة، حيث قاموا بالتواصل مع مديرية امن الغربية وإخطارهم بالحاله.
وفي سياق متصل، أكد أحمد رمضان، مشرف ومنسق خط نجدة الطفل بالغربية، أنه فور الاتصال بمدير أمن الغربية وعلمه بالحالة، كلف علي الفور العقيد أيمن زكريا مأمور مركز شرطة قطور، بالنزول مع منسق خط نجدة الطفل إلي مكان البلاغ واتخاذ الإجراءات اللازمة لإنقاذ الشاب.
وعلي الفور انتقل العقيد أيمن زكريا مأمور مركز شرطة قطور، بقوة من المركز ووصلوا إلى منزل الشاب، حيث وجدوا أهالي القرية أمام المنزل مطالبين بإنقاذ حياة الشاب وحماية الأهالي من الأضرار الصحيه التي تنجم من منزل الشاب المقفول منذ 10 سنوات، وتم نقل الشاب إلى نقطة شرطة مستشفي قطور، وتم تحرير محضر بالحالة برقم 4 أحوال نقطة مستشفى قطور بتاريخ 5 فبراير 2019 وعمل تقرير طبي بالحالة ثم عرض الشاب على النيابة العامة لاستكمال التحقيقات.
بدورها، قررت نيابة مركز قطور بمحافظة الغربية، حبس عزيزه القلمي 4 أيام على ذمة التحقيقات، بعد أن قامت بحبس نجلها لمدة 10 سنوات فب غرفة مظلمة بمنزل قديم مليئ بالثعابين والحشرات ورائحته كريهة بدعوى خوفها علية.
وكشف مصدر من داخل نيابة قطور، التابعة لمحافظة الغربية، أن الطب الشرعي قام بالكشف على الشاب الذي حبستة والدتة، مؤكدًا أنة تبين من تقرير الطب الشرعي أن مُُحمد يعاني من بعض المشاكل فى الركبة بسبب الجلوس 10 سنوات فى وضع معين، كما أن هناك بعض المشاكل الصحية البسيطة التي سيتم علاجها من خلال العلاج الطبيعي، وكذلك من اضطراب نفسى، مشددًا أنة سيتم عرضة على أطباء نفسيين.