تنتشر ظاهرة التنقيب الشعبي عن الآثار ، ولها طقوس ومفردات شديدة الخصوصية، وكثيرًا ما نسمع عن منزل أو شارع وربما قرية بأكملها تنتشر حولها الأقاويل بوجود آثار فرعونية أو غيرها مدفونة في أعماقها، أو شائعات تُفيد بأن شخص مًا عثر على، اللقية، كما يُسمونها بالمفهوم الشعبي، من الذهب أو التماثيل، غيّرت مسار حياته.
وينجرف الكثير من الناس، والشباب على وجه الخصوص وراء تلك الشائعات بحثًا عن حل مثالي للقضاء على الفقر والانتقال إلى حياة أفضل، ويرجع هذا إلى تفشي ظاهرة البطالة وتأثيرها القوي والمباشر على الشباب، فيتتبعون أحلام الثراء السريع عن طريق البحث عن الآثار أو التوسط في بيعها أو شرائها.
وزادت ظاهرة التنقيب الشعبي عن الآثار فى الاونة الاخيرة ، بل وتجاوز الأمر حد التنقيب ليصل إلى النصب والاحتيال وربما القتل في بعض الأحيان.
يقول ثروت سيف محمد، مواطن، إن التنقيب الشعبي عن الآثار ظاهرة موجودة من زمان، لكنها انتشرت بكثرة الان ، حيث إن العديد من المواطنين اعتدوا على أملاك الدولة، وأوهموا البعض بوجود آثار في هذه الأماكن، كما أحضروا، مشايخ، لإيجاد هذه الآثار، وهذه أحد طقوس البحث الشعبي، حيث يحضر الناس عادة أحد الشيوخ ليقرأ بعض التمائم والأوراد لفك طلاسم الكنز الموجود بباطن الأرض، مُضيفًا أن هذه الأمور غالبًا ما تكون في إطار النصب والاحتيال على البسطاء والحالمين بالثراء السهل والسريع، حيث إن المعروف أن كل من حضر مراحل البحث أو شارك فيها يكون له نصيب من، اللقية، لكن الأمر عادة ينتهي بما لا تحمد عقباه، حيث لا يجد الباحثون شيئًا، وتتطور الأحداث لتصل إلى مشاجرات وربما تحدث جرائم قتل.
وأرجع محمد انتشار هذه الظواهر إلى عدم وعي المواطنين، وسعيهم وراء الخرافات واستماعهم للإشاعات
شارك عمرو ، يعمل، في العديد من رحلات البحث والتنقيب عن الآثار، رغم عدم قناعته بهذه الخرافات، حسب وصفه، معتبرًا أن الناس مضحوك عليها من النصابين وتجار الوهم، والدليل أن كل عمليات البحث التي حضرها لم تُسفر عن شيء، ولكنه قال في نهاية حديثه معنا إن، اللقية للموعودين مش للحسابين.
والتقينا بأحد المشايخ الذين يستعين بهم الأهالي لإيجاد الآثار، والذي رفض ذكر اسمه أو عرض صورته، لكنه أطلعنا على العديد من المعتقدات الشعبية الموروثة في التنقيب الشعبي، حيث أورد أن اللقية أمر موجود بالفعل وليس ضربًا من الوهم أو الخيال، كما أن هناك شواهد على ظهورها، واستطرد أنه لا يبدأ العمل إلا مع ظهور هذه الإشارة أو العلامة، والتي تتمثل في "ديك" يجري ليلًا في مكان الأثر، أو سماع صوت، شخللة ذهب، عندها أقوم بإحضار "الدليل"، وهو شخص مؤتمن، فأقرأ عليه حتى ينام ثم يدلنا على مكان الأثر وماهيته.
وتابع الشيخ، إنه لا يتقاضي أجرًا إلا بعد ظهور، الأمانة، حسب روايته، أمّا إذا لم يخرج شيئًا فلا يُقبل إلا ثمن البخور والكشف فقط، وأرجع الشيخ عدم العثور على "اللقية" بأن حارسها له طلبات يجب أن تنفذ حتى نتمكن من فتحها.
من جانبه قال مصدر في هيئة الآثار ، إن قانون حماية الآثار رقم 117 لعام 1983 والمعدل في عام 2010 يُحرم ويجرم التنقيب عن الآثار من قبل المواطنين، بل ويضع المواطن تحت طائلة القانون، فضلًا عن أن معظم المنقبين العشوائيين عن الآثار لا يعثرون على شيء غير خسارة أموالهم، بل ويصل الحد بهم لبيع منازلهم بالإضافة لسقوط ضحايا بهم كما حدث في عدد من القرى التي تشتهر بوجود آثار بها، مضيفًا أن قيام المواطنين البسطاء بالتنقيب عن الآثار هو نتاج حالة الجهل، وعقب بقوله إن ما يتصوره البعض من سهولة الحصول على الكنوز الفرعونية سواء باللجوء لما يعرفون بـ"المشايخ يدل علي غياب الوعي لدى الناس،
وأورد المصدر ، أن عملية التنقيب عن الآثار تخضع لخطط ممنهجة من قبل خبراء الوزارة يتم فيها تحديد المكان المراد الكشف عنه، حسب تقارير واردة من الأثريين، وبحوث خاصة بكبار علماء الآثار،