يُتقن المجتمعات الشرقية العنعنة وتعد جزءا أصيلا من شخصيتهم فلا يترك لسانهم قط جملة "بيقولوا.." أو " فلان قال عن فلان.." ليستطيعوا بهذه الطريقة أن يحتفظوا بإرث هائل من التخاريف والأساطير التى ليس لها أى أساس من الصحة ولا يتحرى قائلها الدقة أبدًا فقط ينقلها الخلف عن السلف وبعدها أوجده أجدادنا الفراعنة وما زال باقيًا وأصبحت شيئًا بديهيًا فى بعض القرى وأحيانًا المدن يفعلها أهلها دون معرفة أصل وماهية هذه العادة، ونرصد فى هذا التقرير أغرب هذه العادات التى افتعلها المصريون وحفظوها من أجدادهم عن ظهر قلب.
الحمل بـ"الخضة":
اعتاد الكثير من النساء وخصوصًا كبار السن أن تنصح تلك التى تأخر موعد إنجابها وتريد أن تنجب طفلاً بأن تتعرض للرهبة والخوف المٌفاجئ أو ما يطلق عليه "الخضة" ومن هنا يأتى دور قطار السكة الحديد الذى تلقى المرأة منهن بجسدها على قضبانه وتنتظر قدومه لتفزع وتنهض مسرعة قبل أن يفتك بها.
بول الحمل لعلاج تليف الكبد
يشيع بعض كبار السن خاصة فى صعيد مصر أن بول الجمل يعالج أمراض الكبد، ويشترط فى هذه العادة أن يكون الجمل بكرا "جمل صغير" ومستوردًا من السودان ويأتى المريض ببول هذا الجمل من أحد تجار الجمال ثم يقوم بتناوله مثلما نصحه أحدهم.
علاج العقم بـ"السبع حبوب"
تتمثل السبع حبوب هذه في «الفول، والبرسيم، والقمح، والذرة، والسمسم، والحلبة، والعدس، والفول، والبرسيم»، وهى تعالج العقم وتأخر الإنجاب عند السيدات على أن تقوم سيدة عجوز بشرائها ويشترط طهيهم يوم الخميس أو فى صباح يوم الجمعة وعلى المرأة التى ترغب فى الإنجاب بأن تحضر إناء الحبوب وتخطيه قبل أن يتم إلقائه كاملا بالحبوب فى بئر مهجور.
فك النحس باللبن
من أبرز العادات فى قرى ومدن صعيد مصر هو إرغام العروسة ليلة زفافها على تناول الحليب اعتقادا منهم بقدرته على فك النحس ولكى تبدأ حياتها باللون الأبيض، فتنتظر إحدى السيدات أمام منزل العروسين وتجبر العروسين على تناول اللبن.
"البشعة" لكشف الكذب والسرقة
سُميت بالبشعة نظرا لبشاعة الموقف الذى يتعرض له المتهم فهى بمثابة محكمة عرفية فى صحراء مصر الشرقية وبعض مناطق من محافظات سيناء والإسماعيلية والشرقية وفيها يلجأ المتخاصمون للنار للفصل بينهم عن طريق لعق المتهم قطعة حديدية تتوهج من شدة الحرارة، قد تكون هذه طريقة للتعرف على الجانى فى بعض القضايا ولكنها تقليد قديم الاستعانة به قبل وجود المحاكم وتشرع القوانين فلا داعى لبقائه حاليًا.
لبن الماعز لعلاج التهابات الفم
إنها عادة قديمة يشتهر بها نساء قرى الريف المصرى فإذا أصاب الطفل الرضيع التهابات فى الفم أخذته أمه قاصدة بيت جارتها التى تمتلك ماعز لتضعه أعلى قدميها بحيث يكون أسفل هذه الماعز وتنقط له من لبنها فى فمه حتى يُشفى من مرضه.
فك السحر والأعمال بالملح
تبنى النساء القصص والحكايات التى لا تنتهى فور رؤيتهن للماء أو الزيت المسكوب أمام بيوتهن والذى تم وضعه بفعل أحد كارهيهن أو كارهى أولادهن ومن يتمنى الشر لهم عن طريق السحر والأعمال وفى سبيل التخلص من ضرر هذه الأشياء يتم استخدام ملح الطعام فتقوم النساء برشه فوق هذا الماء لكى يبطل مفعوله.
زيارة المقابر والمعابد للإنجاب
بـ20 جنيها فقط يقوم حارس إحدى المقابر فى بعض قرى الصعيد بفتح أبواب مقبرة مهجورة لتدخلها السيدة منهن رغبة منها فى زيادة فرص الإنجاب لديها، وحتى المعابد الأثرية فلم تسلم من خرافات النساء فيذهبن إلى معبد الكرنك قاصدين "الجعران" الموجود به ليقمن بالطواف حوله 7 أشواط.
"اقرصيها فى ركبتها تحصليها فى جمعتها"
مثل دارج تردده النساء فى القرى والمدن أيضًا كان مضربه بإحدى القرى الصغيرة بأقصى الصعيد عندما قامت عروس بمعايرة إحدى الفتيات التى لم تتزوج بعد ليحدث شجار بينهما وتقوم هذه الفتاة بـ"قرص العروسة فى ركبتها" الأمر الذى أعجب أحد الشباب المدعوين واعتبره شجاعة منها وقام بخطبتها، ومن هنا أتى الاعتقاد بهذا الفعل أملاً فى أن تتزوج الفتاة.
إياك تخطى قشر الثوم والبيض
صراخ ممزوج بالضجر والرهبة نسمعه حينما نسير سهًوا فوق قشور الثوم أو البيض، لاعتقاد أهلنا وذوينا بأن من يفعل هذا يتعرض للضرر أو كما يسمونه "العكوسات" ويجلب النكد والمصائب للبيت مبررين هذا بأنها كانت تستخدم فى أعمال السحر والشعوذة فكانت تحرق ويؤخذ رمادها وتوضع أمام عتبة من يريدون إلحاق الأذى به.
الخرزة الزرقاء
لا يستطيع أحد إنكار حقيقة أن الحسد موجود وأضراره بالغة لهذا فعلينا تحصين أنفسنا بالأدعية وآيات الذكر الحكيم، ولكن هناك الكثير من الأساليب المستخدمه فى هذا الصدد والتى لا نعرف ماهيتها وليس لها أساس من الصحة "الخرزة الزرقاء" التى تعلقها النساء برقبتهن ويعلقها الرجال بسيارتهم أو فى منازلهم بحجة أن عين الحاسد تتسلط عليها مباشرة فبذلك لا يحدث ضرر لمن يقتنيها.
" الشمامة هتشمك"
بحيلة من الأم المصرية اخترعت خدعة " الشمامة" لتجبر من خلالها أطفالها على الاستحمام فمن المفترض أن تلك الشمامة عبارة عن سيدة عجوز تمتلك حاسة شم خارقة، وبها تستطيع إدراك أصحاب الرائحة الكريهة وتؤذيه أذى بالغ .
جلب البركة بدم الأضحية
يعتقد البعض بأنهم عندما يقومون بذبح أضحية وغمس أيديهم فى دمائها بعد الذبح ثم طبع الدم على الحائط تأتيهم البركة والرزق وأيضًا يزول الحسد وتبتعد عنهم العين، والمثير للدهشة أنهم لا يتعاملون بهذه الطريقة مع الأضحية فقط بل حتى ولو قاموا بذبح دجاجة.
"شهقة الملوخية"
من القواعد الثابتة التى تعلمها الأم لابنتها إذا تعلق الأمر بطريقة عمل الملوخية هى "الشهقة" والتى بدونها لن يكون مذاقها لذيذًا مطلقًا، وتعود هذه العادة إلى سيدة كانت تطهى "الملوخية" وأثناء تحضيرها كاد الوعاء أن يقع منها بما فيه على الأرض فارتبكت وعبرت عن هذا الخوف بأن "شهقت" ولكنها تمكنت من المسك بالوعاء قبل أن ينزلق من بين يديها ولم تقع الملوخية والتى كان مذاقها رائعا لذا أرجعت السيدة الفضل فى هذا لـ"الشهقة".
اوعى تطبخى بعد الولادة
من النصائح الشهيرة التى تنصحها السيدات لمن هى فى الأيام الأولى من بعد ولادتها هى عدم طهى وإعداد الطعام لزوجها وأولادها لأن هذا قد يجعلها "تكبس" أى لا تستطيع الحمل مرة أخرى، وتقوم والدتها أو أحد أقاربها بتولى مهمة الطهى بدلا منها لمدة أسبوع على الأقل.
الملائكة تنزعج من "الكنس بالليل"
استنادا على أن الملائكة تنام وتفيق مثل البشر يشيع البعض بأن الكنس وترتيب المنزل ليلا من المحرمات ولا يجوز فعله بحجة أن هذا الأمر سوف يزعج الملائكة فى نومهم وعليه يتركون هذا البيت وبالتالى ستنعدم البركة نهائيا ويحل محلها النكد والمشاكل.
الكلاب والقطط السوداء ملبوسة
لقد ارتبط اللون الأسود للكلاب والقطط ارتباطا وثيقا بكونها يسكنها الجن والشياطين، فهذه القطة السوداء أو ذاك الكلب الأسود ما هما إلا جن أن شيطان متنكر داخل جسد حيوان حتى يسهل له العيش بيننا، وبسبب هذا المعتقد زرع الآباء والأمهات الخوف والكره فى قلوبنا تجاه هذه الحيوانات السوداء اللون.
لو الحذاء اتقلب الدنيا تتقلب!
إن قلب الحذاء بحيث يكون الجزء المُتسخ منه مقابلا للسماء يسبب هاجس خوف لدى الكثيرين من أن يمنع هذا دخول الملائكة ويُعرضهم للاثم، فيما يذهب البعض على تشبيه النعل عندما يكون مقلوبا بأن الدنيا تنقلب معه أيضا وتثار المشكلات والأزمات ويحل النكد والحزن على المكان.
"رفة العين اليمين خير والشمال شر"
من المعتقدات الراسخة والشائعة هى أنه عندما ترِف العين الشمال للشخص فهذا نذير شؤم وسوف يلحق به سوء الحظ لا محالة أما إذا كانت عينه اليمنى فهنيئا له على ما سوف يسمعه من أخبار سارة وما سيلقاه من حظ وافر، ولا يوجد تفسير منطقى لهذه الخرافة إلا أن الناس اعتادوا على التفاؤل بالجهة اليمنى والارتياب والتشاؤم من الجهة اليسرى.
الجن يعشق من تنظر للمرآة طويلا
تحذيرات كثيرة دام سماعنا لها منذ الصغر حيث تهول الأم أمر نظر ابنتها للمرآة ووقوفها أمامها لفترات طويلة بحجة أن الجن يستخدم المرآة للنظر إلى وجه الفتيات وأجسادهن، لهذا فمن الممكن أن يقع الجن فى حب إحدى الفتيات معتقدين أنه فى هذه الحالة يقوم بوقف حالها ويسبب لها التعاسة حتى لا تتزوج من بشر ويظل يعشها.