امتلأت صفحات السوشيال ميديا برسائل الشكر والعرفان والتقدير لأحد ضباط المرور " بمرور فيصل " ، حيث يقول البعض أنه "مثال يحتذى به" ، ويقول الآخر "خير خلف لخير سلف" ، ويضيف شخص آخر "مش هقدر أوفيه حقه" .. كميات تعليقات غزيرة لم يعد الكاتب نفسه يستطيع أن يقرأها بأكملها .
ففى صيف عام 2012 عمت الفرحة منازل عائلة الشاب محمد صلاح بمسقط رأسه بمدينة سيدى سالم عند قبوله طالبا بمصنع الأبطال "أكاديمية الشرطة" ليتحقق الحلم الذي راوده منذ نعومة أظافره والسير على درب الآباء والأجداد ممن
التحقوا بالكلية ذاتها .
عام 2016 كان الضابط محمد صلاح على موعد مع أولى محطاته داخل جهاز الشرطة، ألحق بقسم العجوزة وسط محافظة الجيزة، ليخطف أنظار مرؤوسيه بفضل نشاطه وسعيه الدؤوب لاستيعاب أكبر قدر من خبرات القيادات الأمنية التي يضمها القسم في ذلك التوقيت.
لم يستغرق الملازم أول محمد صلاح وقتا طويلا للتأقلم مع مهام عمله الجديد، حتى بات علامة مميزة للحالة المرورية بميدان سفنكس وشارع جامعة الدول العربية، وبمثابة "حلال مشاكل" تلك البقعة المعروفة بالتكدس المعتاد كسب معها ثقة مدير مرور الجيزة.
8 أشهر قضاها الضابط الشاب متجولا بين شوارع الحي الراقي بـ"ونش مرور" تارة ودراجة نارية أخرى لترتفع أسهمه داخل منظومة تلك الإدارة الخدمية "المرور" ومن ثم ترشيحه للعمل بأحد أكبر وأهم وحدات المرور على مستوى الجمهورية.
حزن ممزوج بترقب سيطرا على الملازم أول لدى إخباره بقرار نقله لوحدة تراخيص فيصل. لا تزال تفاصيل يومه الأول داخل مقر عمله الجديد عالقة في ذهنه، وكان لرئيس الوحدة العقيد أشرف مرسي مفعول السحر في منحه جرعة من الأمل منذ الوهلة الأولى لاسيما حديث الجميع بأن الأخير "قيادة تخليك تحب العمل معاه بإخلاص".
تكليف من ونوع خاص أصدره العقيد مرسي للضابط المنضم حديثا إلى كتيبة وحدة مرور فيصل بتسهيل الإجراءات لكبار السن وذوي الاحتياجات الخاصة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 55 - 70 سنة تنفيذا لتوجيهات اللواء محمود توفيق.
بمرور الوقت سطع نجم الضابط الشاب، الذي تحول إلى كتلة نشاط يجوب أروقة الوحدة ممسكا بخاتم الإدارة العامة لمرور الجيزة دون المكوث بمكتبه؛ أملا في إرضاء قاصدي الوحدة بإنجاز طلباتهم لتغمره وزملائه سعادة تُنسيهم مشقة العمل.
9 ساعات كاملة يقضيها الضابط طويل القامة بوحدة مرور فيصل، يُنجز أوراق تراخيص سيارة لذلك المُسن مهرولا لمساعدة عجوز تبحث نقل ملكية سيارتها لأحد أبنائها مطمئنا بنبرة هادئة شيخ بلغ من العمر عتيا بأنه سينهي أوراقه سريعا؛ بحثا عن تقديم خدمة تليق بكبار السن معتبرا ما يقدمه "أقل حاجة نقدمها لأهالينا خدمة محترمة".
مؤخرا تحول الضابط الشاب إلى حديث مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي "سوشيال ميديا" يتبارى كل منهم في التأكيد على دماثة خلقه وشهامته في مساعدة الجميع دون سابق معرفة، الأمر الذي دلل عليه مهندس ستيني بحديث جمعه مع الضابط أخبره خلاله "بنحاول نرضي ربنا ونكون عند حسن ظن قياداتنا.. لازم كل ضابط يكون واجهة مشرفة لجهاز الشرطة".