في قلب مدينة سيدى سالم بين زحام السيارات ، ومكبرات صوت تنادى على رزقها ، وطرق طويلة ومخيفة ليلا ، وأحداث تدور من حولها ، وشباب يتسابقون على الركاب ، وفي مهنة صعبة يقول عنها البعض أنه لا يقوى عليها سوى الفتى ذو الصوت المجهار : تأتى سيدى ريفية تكسر تلك القواعد .

تستيقظ السيدة الريفية في الخامسة والنصف صباح كل يوم ليبدأ يومها التى قد تكون رتبت معظم مواعيده ؛ تصلى الفجر وتنادى على نجلتها " شهد " صاحبة ال10 سنوات في الصف الرابع الابتدائى لتحضر لها الفطور ، وتجهزها للذهاب إلى المدرسة ، ثم تنطلق على " باب الله " .

 " شيرين " أو كما يطلق عليها أهل قريتها " أم شهد " ، في العقد الثالث من عمرها ، تعيش بقرية عقلة القبلية التابعة لمركز ومدينة سيدى سالم ، تزوجت في عمر 18 عام ثم انفصلت عن زوجها بعد فترة قصيرة من الزواج ، لديها بنت وحيدة " شهد " 10 سنوات في الصف الرابع الابتدائى .

 تقول " شيرين " لم أفكر في الزواج بعد الانفصال أبدا ، وكل ما كان يشغلنى هو تربية بنتى ، وأعيش في بيت أهلى المكون من غرفة وصالة ودورة مياه ، مع 5 أفراد .

 وأضافت " أم شهد " كنت أعمل في الأفران قبل الزواج لمساعدة أهلى ، وأيضا ظللت أعمل بعد الزواج والانفصال لتربية ابنتى وتوفير كل ما تحتاجه ، ولكنها مع كبر سنها تزيد الحاجة والمصروفات والعائد لم يعد يكفينا ، فقررت أن اشترى توكتوك " قسط " وقمت بتوفير مبلغ كمقدم له وأعمل به حاليا ، صحيح أن العائد لا يكفي كل متطلبات الحياة ولكنى الحمد لله " راضية " .

 وأكدت السيدة الريفية أن الجميع يحترمها ويقدرها ، ومعظم العمل بالتوكتوك يكون خاص بتوصيل التلاميذ للحضانات والمدارس والدروس الخصوصية .

 وبسؤالها عن أهم مطالبها .. أجابت بصوت هافت أريد شقة تسترنى جدرانها أنا وبنتى لنعيش فيها ، وطالبت كثيرا ولكن لم يرد على أحد ، وتقدمت مرارا وتكرارا للحصول على شقة ولكن دون جدوى .

 أطالب اللواء جمال نور  الدين محافظ كفرالشيخ في رسالة من خلالكم لسيادته ، وأعلم أنه يجيب على الجميع أن يوفر لى مسكنا لأنه هو الأب الروحي لنا جميعا ، والأب لا يترك أبناؤه أبدا ... أعلم أن الرسالة ستصل وأن الرد سيأتينى ، وأشتكى له السيدة رئيسة المدينة لأننى عندما ذهبت لمكتبها وانتظرت لساعات خرج لى مدير مكتبها قائلا " الريسة مشغولة حاليا ومعاها لجنة وهنبقي نتصل بيكى أو تعالى فى وقت تانى " ، فدورها هو مقابلة المواطنين وبحث مشاكلهم .

واختتمت حديثها بأنها تريد أن تكون بنتها " شهد " مسئولة كبيرة في المستقبل ووقتها ستقدر جميع المواطنين وتخدمهم لأنها خرجت من بينهم ، مضيفة بأنها تعطيها دروس خصوصية لسوء حالة التعليم بمدرستها واعتماد الأهالى على تلك الدروس ، والجميع يعلم أن تكلفتها باهظة .

فهل يستجيب اللواء جمال نور الدين محافظ كفرالشيخ لرسالة " أم شهد " ؟