قصتي هذه قد وقعت أحداثها في أبشع أحياء القاهرة فقراً
والبشاعة هنا وصفا للفقر ,,لان الفقر أحيانا يتحول إلى جريمة لا يليق به إلا هذه الصفة ,,وأحيانا يكون الفقر “غابة” الحكم فيها للقوى الذي يأكل الضعيف
في قصتي هذه مجتمع الفقر لا يحكمه شرع الله ؛؛
المحرمات فيه حلالا طيبا ,,وحق مكتسب استحله الفقير لنفسه تعويضا عن الحرمان النفسي والمادي والمعنوي الذي عاشه رغما عنه….
“قمراية”
اسم بطلة قصتي ,,وفى الحقيقة هو اسم وصفه فاقمراية بنت جميلة جدا
الطلة في وجهها تطيل العمر,,,
ايه رأيكم ………. اسيبها هي تحكى قصتها بنفسها وبلسانها من غير ما أغير حرف فدائما صاحب القصة أجدر من غيره في وصف حالته
تعالوا نسمعها………..
اسمي قمراية , أتولدت لاقيت نفسي عايشه مع أب وأم وماليش أخوات
أبويا راجل كبير أتخطى الستين وأمي لسه في عز شبابها وجمالها
إحنا بنشتغل “بوابين ” في عمارة وعايشين في أوضه تحت السلم فتحت عينى على الدنيا لاقيت أبويا راجل هده المرض والفقر عنده كل أمراض الدنيا وأمي هي اللي بتقوم بكل شغل العمارة بتجيب الطلبات للسكان وتمسح السلالم وتحرس العمارة
وفى يوم عمري ما هنساه أبدا ,,وقتها كان عمري ست سنين صحيت من النوم على صوت أمي بتصرخ وتلطم على وشها وتقولي قومي ياقمرايه بسرعة نادي لخالك من العمارة اللي جنبنا (أصل خالي هو كمان كان بواب في العمارة اللي جنبنا)
اجري ياقمرايه قوليلو أبويا تعبان أوى وأمي لوحدها قوليلو يشوف لنا أي عربيه لازم ننقله على اقرب مستشفى بسرعة ياقمرايه
جريت بسرعة على خالي وكنت فاكره إنها زى كل مرة خالي ها يجى وياخد أبويا على المستشفى ويقعد يومين ثلاثة أو أسبوع بالكتير وإحنا نروح نزوره أنا وأمي وأهلنا يزوره ويجيبوا معاهم في الزيارة الفاكهة والفطير والجبنه وناخدهم معانا وإحنا راجعين من المستشفى أنا وأمي ,,بصراحة كانت بتبقا أجمل أيام بالنسبة لي كنت ببقا فرحانة أوى وأنا راكبة الأتوبيس جنب أمي كل يوم ونرجع محملين بالحاجات اللي جابوها لأبويا في الزيارة وبعد كام يوم يخرج أبويا من المستشفى ويرقد على السرير في الاوضه وأنا جنبه على السرير نتفرج على التلفزيون اللي أعطته لنا الدكتورة مها اللي ساكنة في الدور الرابع في العمارة
بصراحة دي كانت احن واحدة على أمي من السكان وكان عندها ولد واحد بس في نفس عمري وكانت دايما تعطف عليا وعلى أمي وأبويا وتسأل علينا وتدخل تقيس لابويا الضغط والسكر كل يوم ,,وكانت دايما تبص لي أوي وهى بتلعب فى شعري وتسألني ,,عايزة تطلعي ايه لما تكبري يا قمراية؟؟
فا كنت برد بسرعة((دكتورة))
فتضحك أمي وتقولي يا ظالمة دكتورة حتة واحدة ؛؛؛
فترد الدكتورة مها وتقولها سيبيها تحلم يا حُسنه لان كل شىء بيبدأ بحلم
((هل فعلا الحلم ممكن يبقا حقيقه))
معادنا في الحلقة القادمة