ومرت بنا الايام وانا وامى كنا نحاول ان ننسى الحزن الذى تركه لنا فراق ابى وفرحنا كثيرا عندما علمنا ان العمارة وافقوا على ان تكون امى مكان ابى ولم يطلبوا مننا ان نترك المكان وكانت امى من يوم ان مرض ابى تقوم بكل شغل العمارة وانا كنت اجلس بجوار ابى اراقبها وهى تعمل ولكنى الان شعرت بالمسئولية واصبحت اساعدها فى اعمال العمارة كنت اذهب الى المحلات واشترى الطلبات للسكان وافرح جدا حين يقولوا لى خلى الباقى علشانك …كنت اخذ الجنيهات القليلة واشترى الحلوى واذهب الى اولاد خالى فى العمارة المجاورة لنا ونتقاسمها ونلعب حتى تأتى امى لتأخذنى ونرجع غرفتنا للنام …واستمر الحال على هذا الوضع الى ان جاء يوما ووجدت خالى يدخل علينا فى يوم وهو فى قمه سعادته ويقول,,,,,
باركيلى يا حٌسنة ,,, مش انا جالى عقد عمل للسعوديه وها اسافر خلاص
فخبطت امى بيدها على صدرها وهى تقول “ايه “”جالك ايه يا جودة
طيب وانا يا اخويا هاتسيبنى هنا لمين …دا من يوم ما الراجل مات وانا عايشه فى جماك انا والبت الغلبانة دى…انا عايشة على حسك يا اخويا ..دا من غيرك كلاب السكك ياكلونا
سكت خالى ؛؛ وكأنه كان ناسينا
وبعد ما فكر شويه …قال لها طيب يا ختى ربنا ها يدبرها من هنا ليوم السفر ها يكون حلها الف حلال ربنا كبير …
تبات نار ..تصبح رماد…لها رب يدبرها
وخرج خالى وقعدت امى على السرير وخدتنى فى حضنها وحسيت بدموعها نازله على وشى …وبصت عليا ..عملت نفسى نايمه علشان ما تفضلش تقولى نامى ياقمرايه…
واول ما اتأكدت انى غمضت ونمت ..ابتدت وصله الندب ؛؛؛
وفضلت تكلم نفسها وتحكى حكايتها مع العذاب من يوم ما اتجوزت ابويا وهو اكبر منها ب 20 سنه والمرض اللى كان فيه واد ايه هى استحملت الحرمان العاطفى والمادى والمعنوى فى سبيل انها تعيش وبس لان مافيش قدامها اى حل تانى لا اب يسند ولا اخ يعين ولا ام تسمع شكوتها ولا اخت تروح تزورها ,,سمعت من امى كل حكايتها وعرفت هى اد ايه اتعذبت واستحملت وكسرت شبابها وحياتها برضاها وغصب عنها ,,كان لازم ترضى بالمفروض عليها والمقسوم ليها عشان تقدر تعيش وتكمل بس الدنيا هى اللى ما رضيتش لها حتى بالقليل ووقفت قدامها وخدت ابويا اللى هو امان لها رغم مرضة وقلة حيلتة وكمان ختمت بسفر خالى اللى شايل عننا هم كبير وطمع الناس فى امى الكل طمعان فى جمالها رغم كسرتها وحزنها يعنى خالى لو سافر ها نبقى لقمة سهله لاى حد من اللى بيحاولوا يتقربوا من امى .... لم تيأس امى ولم تتعب من سرد حكايتها
وانا عامله نفسى نايمه وبسمع ومش عارفه اعمل ايه …لحد ما طلع النهار وانا خرجت على المدرسة وامى انشغلت فى شغل العمارة ولكن كانت دموعها ما تسكتش ومر اسبوع على دا الحال …لحد ما لاقينا خالى داخل علينا المرة دى وهو بيضحك ويقول
جالك عريس يا حُسنة؛؛؛؛؛
فبصت له امى فى استغراب ؛؛ وردت…والنبى انت رايق ياجودة
قالها والنبى انا بتكلم جد ..فى واحد طلب ايدك منى النهاردة
قالت له …ودا مين دا …حد نعرفه
لا دا واحد من ناحيه واحد صاحبى …عارف ظروفك فقالى انه رشحك له وقلت له يجى بكرة ان شاء الله على المغرب ويشوفك وتشوفيه وبعدين ربنا ييسرها
ياترى …امى ها توافق على العريس ولا ها تعمل ايه
دا اللى ها نعرفه فى الحلقه الجايه