تتعدد القصص الإنسانية فى الحياة وعندما يسمع الإنسان قصة عودة شاب بعد غيابه عن أسرته قد لا يصدقها أحد، ويعود الأمل للأسرة بعد أن سلكت كل السبل للعثور عليه دون فائدة خاصة أن غيابه استمر 21 عاما.
قرية برج مغيزل التابعة لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، شهدت قصة طفل تعددت الروايات حول اختطافه وتغيبه عن أسرته، ولكن رواية أسرة الشاب العائد تؤكد اختطافه، خاصة أن الخاطف كان يقطن بنفس الحى الذى كان يسكنه والد الطفل بحى الفالوجة بالعراق، ولكن إقرار استلام أسرة الشاب من مُربيه "حسن محمد عبد اللطيف" كتب فيه أنه عثر عليه فى العراق، وأتى به إلى مصر ورباه لحين العثور على والده.
كان علاء محمد شحاتة، 24 عاما، يعيش طوال حياته برشيد التابعة لمركز البحيرة، ولم يكن يعلم أن له أسرة ،وظن أن من يربيه والده ، وعاش الطفل وكبر برشيد ، ولا يحمل أوراقا رسمية ، وعندما أراد من رباه أن ينسبه إليه من خلال استخراج أوراق رسمية له ، علم أحد أفراد عائلته، فتوجه لكبير العائلة ، وحكى له قصة الطفل ، وبدأ يبحث عن أسرة الشاب فعثر عليهم وسلمه لهم بجلسة عرفية مصغرة ودية بين أطراف الأسرتين وشهد على ذلك 3 من أهالى قرية برج مغيزل ورشيد.
قال مصطفى شحاتة كناس،" عم الشاب العائد " إن شقيقه محمد كان يعمل بالعراق وتزوج سيدة عراقية وأنجب منها محمد ، وذات يوم عاد لمنزله من عمله ، فعرف باختفاء ابنه ، وبحث عنه كثيراً فلم يجده وعلم من نجل سيدة كانت تقيم بالفلوجة بالعراق أن خاله هو من أخذ نجله.
وأضاف كناس، أن شقيقه عاد من العراق ليبحث عن ابنه فى رشيد ويبحث عمن أخذه فلم يعثر عليه، فعاد للعراق فاقد الأمل، مؤكدًا أن شقيقه انتقل للعمل بالأردن تاركاً العراق وذكرياته الأليمة بها، لكنه كان يعيش على أمل العثور على نجله.
وقال الكناس ، إنه فوجئ بالكابتن فرج المزين وخميس عرفة عضوى مركز شباب برج مغيزل يسألان عنه ويخبرانه أن كبير إحدى العائلات برشد، يستفسر عن رجل يدعى محمد شحاتة كناس، كان بالعراق وفقد نجله منذ أكثر من 21 عاماً ،فقال لهم إنه شقيقه محمد وهو متواجد الآن.
وأضاف مصطفى كناس، أنه اتصل هاتفياً بشقيقه ليخبره بالمفاجأة، ففرح كثيراً بالخبر وعودة نجله له ، مؤكداً أن شقيقه برغم مرور تلك السنوات إلا أنه لم يفقد الأمل وكانت قصة سيدنا يوسف الذى عاد لوالده سيدنا يعقوب فى ذهنه لم تغب برغم الفارق الكبير بين القصتين ولكن ثقته بالله لم تتزعزع لحظة .
وقال عم الشاب العائد ، إنه طلب رؤية نجل شقيقه، ليتأكد بنفسه، مؤكداً أنه لم يتمالك نفسه عندما رأى "علاء محمد " نجل شقيقه للشبه الكبير بينه وبين والده، وكأنه هو فى شبابه، مشيراً إلى أن مشاعره وإحساسه تحرك نحوه بمجرد رؤيته له .
وأضاف كناس ، تم عقد جلسة عرفية مصغرة غير رسمية بحضور أحد رجال الأمن بطريقة ودية، وأنه تسلم ابن شقيقه وكتب إقرارا بالاستلام.
وقال علاء محمد شحاتة كناس ، العائد لأسرته بعد 21 عامًا، أنه لم يكن يشعر بمن كان يعيش معه أنه والده، وعرف أنه يريد استخراج أوراق له ليكتبه على اسمه ، مؤكداً أنه لم يكن يعلم أنه متغيب أو مخطوف ولا يعرف شيئا عن طفولته ، وأنه بمجرد كشف الحقيقة تأكد أن إحساسه طوال السنوات الماضية لم يكن كذباً بأن ذلك الرجل الذى رباه لا تربطه به صلة دم .
وأضاف علاء كناس ، أنه بمجرد رؤيته لصورة والده والشبه بينهما تأكد بالفعل أنه والده ، مؤكداً أنه طلب من عمه الاتصال بوالده ليسمع صوته لأنه متأكد من مشاعره نحوه.
وقال العائد لأسرته، إنه شعر فى نبرات صوت والده بالأبوة الحقة ، والعطف الذى افتقده خلال السنوات الماضية ، مؤكداً أنه منذ عودته وهو يحمل صورة والده ودائم الاتصال به وينتظر عودته فى أى وقت .
وأضاف علاء محمد كناس ، أنه لم يتلق تعليما بالمدارس ولا يحمل أى إثبات شخصية، وكانت حياته ما بين الموت والحياة ، ولكنها بدأت فى شبابه منذ عودته لأسرته الحقيقة.