إهمال وفوضى صارخة تعانى منها قطارات كفر الشيخ المتهالكة .. فالعديد من المزلقانات والمحطات الفرعية بحالة يرثى لها ، خاصة أن بعض المحطات والمزلقانات لم تصلها يد التطوير منذ سنوات، باستثناء محطتى كفرالشيخ وسخا والمحطات الرئيسية على مستوى المحافظة، وباقى المحطات تعانى الإهمال، هذا ما كشفت عنه رحلتنا التى انطلقت من محطة سخا فى قطار الثانية عشرة ظهراً فى الطريق الى بيلا رحلة رقم -491- .
بداية ما ركبناه ليس قطارا بالمعنى المتعارف عليه ، لكنه بمعنى أصح «خرابة متحركة » ، رغم أن هذا القطار يركبه طلاب المدارس والجامعات خلال العام الدراسى والموظفون والعمال والمزارعين طوال العام.
تحرك القطار ببطء شديد حتى محطة كفرالشيخ ، على بعد كيلو ونصف الكيلو حيث تزاحم الركاب داخل القطار غير المجهز بأى وسائل للأمان، وليس به دورات مياه ومن يرغب فى قضاء حاجته من الركاب عليه التصرف بمعرفته داخل زاوية بالقطار أو الانتظار للمحطة القادمة، ولكن فى حالة نزوله لقضاء حاجته فى حمام المحطة لن يلحق بالقطار مرة ثانية ، كما أن المحطات الفرعية الصغيرة بالقرى ليس بها حمامات وعلى الراكب قضاء حاجته فى الأراضى الزراعية المجاورة للمحطة.
ولاحظت فى آثناء الرحلة أن القطارلم تغلق أبوابه ، والركاب يقفون على الأبواب، بالإضافة إلى عدم وجود أى زجاج بالشبابيك القديمة المتهالكة ، وهناك بعض المقاعد التالفة داخل القطار، وركوب العديد من الشباب بين العربات للهروب من دفع قيمة التذكرة ، بما ينذر بكارثة فى أى وقت ، وتحرك القطار متأخرا 10 دقائق عن الموعد المحدد ومررنا على المزلقان «الوسطاني» ؛ بمدينة كفرالشيخ وهذا المزلقان يقف عليه الباعة الجائلون بينما التوك توك موجود على جانبيه.
وعندما وصل الى مزلقان الانشاء والتعمير داخل مدينة كفرالشيخ ، كان مغلقا بجنزير حديد ، و يعد هذا المزلقان كارثة بكل المقاييس نظرا لاتساعه لأكثر من 100 متر فى الاتجاهين، وهو يقع على أول طريق دسوق داخل مدينة كفرالشيخ، وبعده بحوالى كيلو متر واحد يقع مزلقان فرعى غير مطور على رافد الطريق الدولي، وبعده بنحو كيلو وجدنا مزلقانا آخر على طريق « الرياض- كفرالشيخ» وهو طريق رئيسي، وهذا المزلقان شهد العديد من الحوادث خلال الفترة الماضية وتم تطويره منذ فترة.
واتفق ركاب القطار و منهم جمال محمود طالب وطارق عبدالحميد مزارع وهند خالد مدرسة ووفاء عيد موظفة، على أن هذا القطار يأتى دائما متأخرا ، كما أنه متهالك ومقاعده وشبابيكه متهالكة ليس بها زجاج، ويعانى من الزحام خاصة خلال العام الدراسي، ويشهد العديد من المعاكسات والتحرش بالسيدات والطالبات، ويقع بداخلة العديد من المشاجرات بين الطلاب، خاصة بين طلاب القرى والمراكز على أتفه الأسباب، وطالبوا بسرعة تطوير هذه القطارات المتهالكة والمحطات القديمة الواقعة بالقرى حيث يتم الاهتمام بمحطات المدن فقط.
وتكررت ذات المشاهد فى محطات « المرابعين و دقميره « ثم محطة سيدى غازى وبعدها محطة الكوم الطويل وجميع المزلقانات التى تقع على هذا الخط قديمة، ومنها بعض المزلقانات يتم غلقها بحبل من حبال الماشية، عند مرور القطار والبعض الأخر بالجنازير الحديدية وبعضها دون حبال، ويقف عندها عامل بيده عصا صغيرة لإيقاف المواطنين والماشية والعربات الكارو والسيارات، خاصة مزلقانات القرى التى لا يوجد بها أدنى اهتمام .
المصدر الاهرام - علاء عبدالله