أم تلقى طفلها المصاب بالتوحد داخل مستشفى بأسيوط وتفر هاربة

"قسوة أم" تجردت من كل معانى الأمومة والإنسانية بعد أن ألقت طفلها المصاب بأعراض مرض التوحد، والبالغ من العمر الـ 3 سنوات، بداخل ساحات الانتظار والاستقبال بمستشفى الإيمان العام بمدينة أسيوط، وفرت هاربة دون أن تلتفت لبُكاء وصُّراخ الطفل الصغير.


شاء القدر أن يجد الطفل "مجهول الهوية" المصاب بالتوحد والذى لا يستطيع التحدث ولا التحرك بأن تصحبه عناية الله عزوجل، بأن يلتفت لبُكاء الطفل أحد أفراد الأمن بمستشفى الإيمان العام بمدينة أسيوط، ليصطحبه داخل أورقة المستشفى، ومحاولة إيجاد الأم أو أحد أفراد أهله.


تمر الساعات تلو الأخرى ويتوافد الأطباء والممرضين والمرضى بداخل المستشفى للتعرف على الطفل مجهول الهوية والمساعدة للوصول إلى أهله، كما تسارع المواطنون القاطنون بمحيط المستشفى الإيمان فور تواترت أنباء العثور على طفل داخل المستشفى إلا إنه لم يتعرف عليه أحد.


يقول الدكتور عبد الرحمن فتح الله محمد مدير عام مستشفى الإيمان العام بأسيوط، لـ" اليوم السابع": تعود واقعة الطفل مجهول الهوية فى يوم 15 نوفمبر الماضى، عقب عثور أحد أفراد الأمن بالمستشفى على الطفل وكانت حالته الصحية سيئة جدًا، وعمر الطفل 3 سنوات ولا يستطيع الحركة ولا التحدث، وتم حجز الطفل على أمل أن يأتى أهلة للسؤال عليه.


وأضاف الدكتور عبدالرحمن فتح الله،:" ومع مضى يومين ولم يأتى إلى مستشفى الإيمان العام أحد يسأل عن الطفل الموجود بداخل المستشفى قمنا بالتوجه إلى قسم الشرطة الخاص بالمستشفى وتحرير محضر "رقم 2ح أحوال" كما تم تحرير المحضر رقم "9415" إدارى قسم أول أسيوط، لاتخاذ الإجراءات القانونية المتبعة فى مثل هذه الحالات، كما تم عمل تذكرة دخول للطفل داخل قسم الأطفال بالمستشفى وتم تكليف أحد العاملات بالمستشفى بمرافقة الطفل والعناية به.


وأوضح الدكتور عبدالرحمن،:" كما تم تكليف فريق طبى بالمستشفى بفحص الطفل المجهول الهوية واعداد تقرير بالحالة العامة للطفل ؛ وبعد الفحص والتشخيص تبين أن الطفل يعانى من مرض "التوحد" ويحتاج الطفل إلى عناية من نوع خاص، وقمنا بتوفير الغذاء والشراب والدواء والعناية من الأطباء فضلا عن السيدة التى تم تكليفها بمرافقته والجلوس معه داخل حجرته بالمستشفى.


وأشار الدكتور عبدالرحمن:" قررت النيابة العامة إيداع الطفل بأحد دور الرعاية فى أسيوط، ويطلق عليها "دار الصفا" وتم ارسال الطفل برفقة مسئولين من إدارة المستشفى وأفراد من قسم الشرطة، وبعد مقابلة المسئولين بدار الرعاية، اتضح إنه لا يمكن قبول الطفل داخل الدار حيث إنه يعانى من مرض التوحد، وليس لديهم الإمكانيات لتوفير الرعاية للطفل؛ وبعدها تم إعادة الطفل من جديد إلى مستشفى الإيمان لتوفير الرعاية اللازمة له، حتى يتم استصدار قرار جديد من وكيل النائب العامة لإيداع الطفل فى مكان متخصص فى القاهرة.


من جانبها قالت "حنان عبدالرازق عبدالله" إحدى العاملات بمستشفى الإيمان العام، إنها تم تكليفها من قبل مدير المستشفى بمرافقة الطفل مجهول الهوية والجلوس معه وتوفير كافة الرعاية الإنسانية والصحية له، قائله:" من خلال تعودى عليه حسيت إنه ابنى حتى وصل تعلق الطفل بى إنه لا يأكل ولا يشرب إلا فى تواجدى معه، كما بدأ فى التجاوب معى والتحدث والإشارة معى".


 


وناشدت "حنان" أهليته الطفل بأن يأتوا إلى مستشفى الإيمان العام، وأن يأخذوا ابنهم لان حالته بدأت فى التحسن وهو مايستهلش انه يترك فى ساحة الاستقبال بالمستشفى".

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة