طلب الشهادة ونالها فى سيناء.. حكاية أول شهيد للشرطة فى رمضان

ليس جديدا على أبطال قواتنا المسلحة أو الشرطة البواسل، التضحية بأرواحهم فداء للوطن، لا سيما من يخدمون فى سيناء، إذ اتخذ هؤلاء الأبطال على أنفسهم عهدا بأن يضحوا بأرواحهم، لتطهير مصر من الإرهاب، والقضاء على كل من تسول له نفسه الإضرار بمصر وأهلها.


فى شهر الرحمة والغفران، تسمو روح الشهيد البطل الرائد عبدالمجيب الماحى إلى خالقها، ليلقى وجه رب كريم، فى أثناء توزيعه لوجبات السحور على المجندين، فى سيناء.


سطور من قصة البطل


منذ عام ونصف تقرر نقل الشهيد إلى شمال سيناء، وقتها استقبل قرار نقله بترحاب وإقبال كبير، لم يتوان لحظه أو يتردد فى التنفيذ، وأصر على الذهاب إلى هناك، لمساندة زملاؤه، تاركا زوجته وطفلته "علياء" التى لا يتعدى عمرها عاما ونصف العام.


 


وكحال كل الأبطال الذين يطلبون الشهادة من الله دائما، طلبها وألح فى طلبه لها واستجاب الله عز وجل للشهيد وأعطاه ما تمناه بصدق شديد، حيث استشهد فجر الجمعة، فى أثناء توزيع وجبات السحور على المجندين، فما الذى بين هؤلاء الأبطال وربهم كى يستجيب لهم ويحقق لهم أمانيهم.


كان الشهيد البطل عبدالمجيب الماحى، قد كتب عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" "بجد شرف ليا إنى أقضى الفترة دى من حياتى فى سيناء، أرض الفيروز، أرض البطولات، أرض اتروت على مر العصور بدماء الشهداء العطرة، كل يوم بيعدى علينا هناك ومع كل حدث بيحصل ومع كل ظابط بيتصاب أو بيستشهد بتبقى وراه بطولة كبيرة كان هو بطلها وعاش فيها وعمر ما حد يتخيل حجم المواجهة اللى هو كان فيها، وإزاى اتصدى ليها هو وعساكره ومدى الصمود والعزيمة والإيمان بالله اللى كل جندى على أرض سيناء موجود فيه وقد إيه لما بتحصل مواجهة مع العناصر التكفيرية النجسة إن الظباط والمجندين كلهم بيلبسوا ويجهزوا ويقفوا يتخانقوا مع بعض إنهم يخرجوا عشان يجيبو حق زمايلهم أو يساعدوهم أو يوصلوا زمايلهم المستشفى أو يروحوا يودعوهم فى المستشفى قبل ما يتحركو لمثواهم الأخير.. عرسان فى الجنة شهداء فى سبيل الله ويرجعوا تانى يقفوا فى نفس مكانهم مستنيين مواجهة تانية مبتسمين، روحهم المعنوية عالية تخليك تطلع سابع سما.. بطولات كتير وحكايات كتير يمكن لو أى حد سمعها شعره يقف، بس هى دى الحقيقة، ولو أى حد متابع الوضع فى كل دول العالم وحجم الخسائر اللى بتحصل نتيجة العمليات الإرهابية يعرف إن مصر حامى حدودها رجالة صامدين للنهاية (إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ ءَامَنُوا برَبِّهِمْ وَزِدْنـهُمْ هُدىً) صدق الله العظيم، تحيا مصر تحيا مصر تحيا مصر".



كان الشهيد يفخر بتواجده على أرض البطولات "سيناء"، وكأنه كان على يقين أن اسمه سيكون يوما ما بين قائمة الأبطال التى أشار إليها فى منشوره.


فى اللحظات الأولى التى أعلن فيها خبر استشهاد الماحى، أنهالت صوره على السوشيال ميديا وسط الكثير من الدعوات بأن يتغمده الله بالرحمة والعفو، ويلهم ذويه الصبر والسلوان.


ونشر الضابط كريم مهيب، أحد أصدقاء الشهيد الماحى، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" منشورا ينعى فيه صديق عمره، وقال: "الله يرحمك يا عبدالمجيب هتوحشنى أوى يا صديقى والله أنا عارف إنى عمرى ما هنساك لأنك متتنساش يا عبده، الله يرحمك، يا أبو الرجولة، يا عشرة العمر، يا صاحبى يا غالى، يا بطل، فى الجنة ونعيمها يا بطل، ليا الشرف إنى أعرفك وعرفك هتوحشنى أوى والله يا أبو الرجولة".



وكتب المتحدث الرسمى باسم ضباط الشرطة، هشام صالح، عبر صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعى، فيس بوك: "كلمنى عن إحساسك وأنت بتتصل بأخوك أو ابنك تطمن عليه اتسحر ولا لا وفطر إيه، وتلاقيه راح وتروح تدفنه وأنت صايم وترجع من الدفنة وتستنى مكالمته اللى كانت قبل الفطار وهو بيتطمن عليك وتلاقى نفسك مش هتسمعها تانى، اللقطة فى المسلسل ممكن تتعاد ألف مرة، إنما عندنا فى الحقيقة مرة واحدة بس، يا فيها حياتك يا شهادتك وروحك، مهما اتفرجت وحسيت بس الواقع أصعب وأقسى بمراحل.. سيناء للرجالة".


 


وطالب صالح، رواد السوشيال ميديا بالدعاء للشهيد بالرحمة وأن يرزق أهله الصبر على فراقه.



ونشر إسلام صالح العزازى، أحد أصدقاء الشهيد، على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك، "ربنا يرحمك يا حبيبى طول عمرك راجل، وربنا منتقم جبار".



وقال محمد عكاشة، عبر صفحته: "إنا لله وإنا إليه راجعون استشهاد أخويا الصغير وحبيبى النقيب عبدالمجيب الماحى شهيد حى ترزق فى جنات العلا يا بطل رحمة الله عليك يا جدع يا أبو الرجالة".



ونشرت علا رضوان، عير صفحتها بموقع فيس بوك، "أول ليلة رمضان وأنا وأنت فى البيت مش عارفين ناكل إيه ولا إيه ولا نتفرج على إيه ولا إيه وهما على الناحية التانية فى خدمة، وهو مدير مكتب مدير الأمن المركزى بسيناء وقام بيوزع وجبة السحور على مجندى الخدمات الخارجية، وتقوم الأشكال الضالة تضرب عبوة ناسفة على مدرعته، يستشهد النقيب عبد المجيب الماحى من الأمن المركزى بشمال سيناء، تاريخ مصر فعلا بيتكتب بدم وروح الرجالة دى".



وشيع الآلاف من أبناء قرية الجعفرية التابعة لمركز السنطة بالغربية، جثمان الشهيد، وانهمرت والدة الشهيد فى البكاء مرددة: "اللى عند ربنا مبيضعش يا بنى، ربنا يصبرنى على فراقك"، بينما ردد المشيعون هتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله، لا إله إلا الله الإرهاب عدو الله"، وتم تشييع جثمان الشهيد بمقابر عائلته بالقرية.

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة