"الهجرة النبوية" ندوة بقصر ثقافة سيدي سالم بمناسبة العام الهجرى الجديد

محمد أبوستيت

أقام قصر الثقافة فرع سيدي سالم , اليوم الاثنين , ندوة بعنوان " الهجرة النبوية " , وذلك بمناسبة بداية العام الهجرى الجديد , بقاعة الندوات , حاضر فيها الشيخ هشام الصوفي الواعظ بالأزهر الشريف , بحضور عدد من رواد القصر من كبار السن , والسيدات , والأطفال .


حيث تحدث الشيخ هشام الصوفي حول هجرة نبينا محمد صلى اللهُ عليه وسلم من مكة إلى المدينة وانها تعتبر مِن أهم الأحداث في تاريخ الإسلام , وذكر أن من أهم أسباب هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم , اضطهاد قريش للمسلمين في مكة , ونشر الدعوة الإسلامية خارج مكة , واستعداد أهل المدينة للدخول إلى الإسلام .


وبين الواعظ بالأزهر الشريف أن عدد من الدروس المستفادة من الهجرة ومنها: أوَّل وأهمُّ نتيجةٍ من نَتائِج الهجرة النبويَّة إلى المدينة هي: إقامة الدولة الإسلاميَّة والمجتمع الإسلامي، الدولة التي تُظِلُّ تحتَ لوائها كُلَّ مَن آمَن بالله - تعالى - ويكون فيها فَرْدًا صالحًا يَعبُدُ ربَّه دون خَوْفٍ من عَدُوٍّ يتربَّص به , وأداء الأمانات إلى أهلها ولو كانوا من الأعداء أو من غير المسلمين .


مضيفاً بأنه يجب على كل مسلم أن يؤدي الأمانات إلى أهلها والذين ائتمنوه عليها وإن كانوا من أعدائه أو من غير المسلمين، ويتضح ذلك في هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة؛ حيث أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بموعد الهجرة، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَخَلَّفَ بَعْدَهُ بِمَكَّةَ حَتّى يُؤَدِّيَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْوَدَائِعَ التِي كَانَتْ عِنْدَهُ لِلنَّاسِ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْسَ بِمَكَّة أَحَدٌ عِنْدَهُ شَيْءٌ يُخْشَى عَلَيْهِ إلا وَضَعَهُ عِنْدَهُ لِمَا يُعْلَمُ مِنْ صِدْقِهِ وَأَمَانَتِهِ صلى الله عليه وسلم


وأكد علي أن الإسلام أرسى قواعد الأخوة الصادقة فهجرة نبينا صلى الله عليه وسلم قد أبرزت الكثير من المعاني السامية، وأرست العديد من المبادئ العظيمة، ومنها مبدأ الإخاء الإسلامي الذي قامت عليه الدولة الإسلامية الجديدة، التي أقامها نبينا صلى الله عليه وسلم بعد الهجرة، فقد آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار، وهذه المؤاخاة أخص من الأخوة العامة بين المؤمنين جميعًا؛ وذلك لأنها أعطت للمتآخين الحق في التوارث فيما بينهما دون أن يكون بينهما صلة من قرابة أو رحم. إن هذه الأخوة الربانية ليس لها نظير في تاريخ البشرية، لقد كان الأنصار يؤثرون إخوانهم المهاجرين على أنفسهم إيثارًا نادر الوجود.

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة