الشّخصيّات: الـمفعول فيه, ضيوفُ الشّرفِ (الـمضاف إلى الظّرف - صفة الظّرف – عدد الظّرف) - شُرْطِيّ اللُّغة العربيّة - طالب العلم، علامات الإعراب يا سادة يا كرام: فدخلت بعد أن فتحت الفتحةُ البابَ , ووَقَفَتِ الألفُ شامخةً بثبات, فانْحنتِ الكسرةُ بأدبٍ ووَقار, وضحكوا لمشيةِ البطّةِ مع الياء.
الـمكان والزّمان: حديقة اللُّغة العربيّة, حَفْلة عشاء.
( الـمفعول فيه وقفَ بهيئتهِ الأنيقة, ورَنَّتْ كلماتُه بخفّةٍ وعذوبة):
حضرتُ إلى الحفلة ليلاً، وتعطَّلتْ سيّارتي، فمشيتُ مِيلاً , وشكراً للمساعدة أيُّها الشُّرْطِيّ, كي أستريحَ قليلاً.
- الشُّرْطِيّ: الحمدُ لله أنّك لمْ تنمْ طويلاً.
(ضحكَ الحضورُ، وانْتابهم الفضول حولَ هُوِيّةِ ضيفهم الجديد.)
- طالبُ العلم: أهلاً بكَ أيّها الاسمُ الـمنصوب بزمانِكَ ومكانِكَ. لماذا سميت (مفعولاً فيه) ؟
- الـمفعول فيه : لأنّه لابّد للفعل من زمان أو مكان يقع فيه، وعلامة ظرف الزّمان أن يصحَّ جواباً لـ "متى" وظرف الـمكان أنْ يصحَّ السّؤال عنه بـ "أين"
- طالب العلم: ما أصل الظّرف؟
- الـمفعول فيه : الظّرف في الأصل ما كانَ وعاءً لشيء, وتسمّى الأواني ظروفاً, لأنّها أوعيةٌ لـِمَا يُجعل فيها, وسُمِّيَتِ الأزمنةُ ظروفاً لأنّ الأفعال تحصل فيها، فصارتْ كالأوعية لها.
- طالبُ العلم : هل من توضيح ؟
- الـمفعول فيه : نقول: كلُّ أسماء الزّمان صالحةٌ للنصب على الظّرفية سواء كانت مبهمة (ليس لها صورة ولا حدود محصورة): (سرتُ زمناً وصبرتُ دهراً) أو مختصّة (تدل على صورة محصورة بمعنىً محدَّد غير مبهم وصالحة للجواب لـ (متى) نحو: أُسافرُ يومَ الخميسِ, جواباً لمن سأل: متى تسافرُ ؟
- طالب العلمِ: إذنْ ظرفُ الزّمان: كلّ الأسماءِ صالحة للنصبِ على الظّرفيّة الزّمانيّة مبهمة ومختصة.
- الـمفعول فيه : نعم صحيح (عاشَ نُوْحٌ دهراً, ودعا قومَه حيناً, ونقول: أبداً وأمداً, وسرمداً, وقرناً , وعصراً , وبرهةً .......) على أن تدلَّ على زمان محدَّد. (حانت ساعةُ الرّحيل): ساعة تدلُ على الزّمان ولكن هل هذا الزّمان محدَّد؟ لا. لذلك تُعرب حَسَبَ موقعها الإعرابيّ فاعلاً مرفوعاً، وهذا البيت من الشّعر:
يا مَلْعَبَ البِيْضِ الغَرائِرِ يَمَّحِي
يَوْمُ الغَرامِ بِهِ بِيَوْمِ لِقاءِ
يومُ – يومِ: هي في الأصل من ظروفِ الزّمان، ولكنْ هل حدَّدَ زمن الفعل وصَلحَ جواباً لـ "متى"؟ لا، فيُعرَبُ حَسَبَ موقعه ( يومُ: فاعل – بيومِ: جارٌّ ومجرور)
أمّا: حفظتُ الدّرسَ صباحاً: هنا حدَّد زمن الفعل وصلح جواباً لـ "متى" فيُعرَبُ مفعولاً فيه ظرف زمان منصوب.
- طالب العلم: وظرف الـمكان؟
- الـمفعول فيه : لا يصلح للظّرفيّة الـمكانيّة إلاّ الـمُبهَمات كأسماءِ الجهاتِ والـمقاديرِ القياسيّة كالـميل والفرسخ.
- طالبُ العلمِ: أينما وُجِدَ ظرف الـمكان يعربُ منصوباً؟
- لا، أيضاً للقاعدة شذوذ، فقد نجدهُ مجروراً وهذا من أبسطِ الأمورِ:
بَعُدْنَ فغشّاهُنّ دَمْعِي كَأَنَّني
أَراهُنَّ مِنْ خَلْفِ الزُّجاجِ الـمُصَدَّعِ
. هنا جاء جارّاً ومجروراً.
- طالبُ العلمِ: هل أنتَ ضعيفٌ وتحتاجُ إلى تعليق؟
- لستُ ضعيفاً, ولكنْ أحتاجُ إلى تعليق، أنا أُحِبُّ الصّداقة، واجتماعيٌّ بطبعي، أتعلَّقُ بالفعلِ وأشباهِ الأفعال
من مصادرَ ومُشتقّاتٍ وأسماءِ الأفعال، وقد أُعلَّقُ بمحذوف.
- طالب العلم: بمحذوف؟ هذا أمر غريب.
- الـمفعول فيه : لا بل هو بالـمعنى قريب، ما الذّي عندك؟ أين نُعلِّقُ الظّرف؟
( صفر شُرْطِيّ اللُّغة مقاطعاً )
- شرطيّ اللُّغة : أنا أجيب: موجودٌ عندي صافرة.
( ضحك الـمفعول فيه وصفقَ الجميع )
- الـمفعول فيه : نعم، موجود، وهو بالتّقدير ولكنَّ كُلَّ اسم موصول يحتاج إلى جملةِ الصِّلة، فهنا نُعَلِّقُ بفعل الصّلة الـمحذوف.
- طالب العلم: هل تُحذفُ ولديك من ينوب؟
- نعم، نادى نُوّابَهُ في اللُّغة.
( صعدَ المنصّة ثلاثة من الضّيوفِ )
- أنا الـمضافُ إلى الظّرف كـ (بَعْض) و(كُلّ): مشيتُ كُلَّ النَّهار، وبعضَ اللّيل.
كلّ: مفعول فيه ظرف زمان منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظّاهرة وهو مضاف، نابَ عن الظّرف النّهار.
- وأنا صفته:(انتظرتك طويلاً) التّقدير: (انتظرتُكَ وقتاً طويلاً)
- وأنا أيّها الأصدقاء عدده: (درسْتُ ثلاثَ ساعاتٍ) أي (درستُ مدّة ثلاثِ ساعات).
- طالبُ العلمِ : ولكم فائق الاحترامِ والتقدير .
صفّرَ الشُّرْطِيّ ليُنْهِيَ الحوار، وأسدلَ السّتار