أكاذيب صدقها التاريخ.. رأس السنة ذكرى ميلاد المسيح.. كيلوباترا جميلة.. عيسى العوام مسيحى.. و"قراقوش" وزير ظالم.. وأحمد عرابى صرخ فى وجه الخديوى

"التاريخ هو مجموعة من الأكاذيب المتفق عليها" هكذا يقول نابليون بونابرت، وربما يكون ذلك لسان حال البعض أم القناعات الكبيرة لدى البعض مترتبطة ببعض الأحداث والوقائع التاريخية والتى لم تحدث من الأساس.


وعلى مر الزمان، ارتبطت الذاكرة بالعديد من الوقائع التاريخية، والتى تم اكتشاف عدم صحتها فيما بعد، وإن كل ما يتداول عنها معلومات خاطئة، عرفت وانتشرت على ألسنة الناس وأصبحت مع مرور الوقت حقيقة مسلم بها.


ومن أبرز تلك الأكاذيب:


رأس السنة الميلادية ذكرى ميلاد المسيح


الكثيرون يظنون أن بداية العام ترتبط بشكل مباشر بميلاد "المسيح عيسى ابن مريم"، وأن يوم ميلاد المسيح هو بداية العام الجديد، والحقيقة أن رأس السنة الميلادية فى جميع البلدان،  تستخدم وفقا للتقويم الغريغورى، نسبة إلى البابا جريجوريوس الثالث عشر بابا روما فى القرن السادس عشر.


وبحسب موسوعة تاريخ الفكر المسيحى للكاتب الدكتور حنا جريس الخضرى، أن التاريخ الميلادى الحالى لا يدل على ميلاد المسيح أو التاريخ الحقيقى لميلاده، ويرجع ذلك لعدم التأكد من الطريقة التى استعملها الراهب دينسيوس الصعير الذى وضع تقويمه بداية من القرن السادس عشر متخذا من التقويم الرومانى قاعدة لحسابه ، ووصل المؤلف فى النهاية تاريخ اعتقادى من الناحية التاريخية بإن ميلاد المسيح كان فى حوالى السنة الرابعة قبل الميلاد أو السنة الخامسة قبل الميلاد.


 


كليوباترا جميلة


تعتبر الملكة كليوباترا، أحد أهم ملوك مصر القديمة، وكانت أحد أكثر ملكات مصر والعالم العالم القديم نفوذا وقوة، وكعادة الملوك القديمة، ترتبط بها العديد من الشائعات والأساطير، التى تسير مع مرور الوقت حقيقة راسخة.


ومن أبرز الأكاذيب التى أرتبط بالملكة القديمة، هى قصة انتحارها، وأنها من أجمل النساء فى ذلك الوقت، لكن الحقيقة والتى كشفها كتاب الباحث بسام الشماع ، قدم من خلاله حقائق مغايرة لما هو متعارف عليه اعتمادًا على كتابات المؤرخين القدماء مثل بلوتارخوس، وهو أن كليوباترا لم تمت منتحرة، إضافة إلى إنها كانت قبيحة الشكل، وذلك اعتمادًا على عملة معدنية فى المتحف البريطانى مصورٌ عليها شكلها غير الجميل بالمرة، لكن سحرها كله كان يكمن فى "صوتها" وكلامها "المعسول" وإجادتها للغات متعددة وشخصتها القوية والجذابة.


 


عيسى العوام


محارب عربى فى صفوف جيوش القائد صلاح الدين الأبوبى، اشتهر مع العامة بتجسيد شخصيته من خلال فيلم "الناصر صلاح الدين"، من بطولة الفنان صلاح ذو الفقار، والتى ظهر صاحبها مسيحى الديانة، لكن الحقيقة أن العوام كان غواصا مسلما وذلك حسبما ذكر تاريخيا فى كتاب للقاضل بهاء الدين بن شداد  بعنوان (النوادر السلطانية والمحاسن اليوسفية) أيام محنة عكا وأورد قصته فيقول : «ومن نوادر هذه الوقعة ومحاسنها أن عواماً (( مسلماً )) كان يقال له عيسى.


 


حكم قراقوش


"هو حكم قراقوش" مثل شعبى قديم يستخدم فى أوقات الأحساس بالظلم، نسبه إلى الوزير  بهاء الدين قراقوش، وأصبح تاريخيا مثالا يقال عن أى حاكم فاسد الحكم، فكلما أراد الناس أن يصفوا حكمًا بالجور والفساد قالوا: هذا حكم قراقوش، ولكن قراقوش له وجه آخر غير الذى دون له فى المثل التاريخى.


فبحسب  كتاب «رجال من التاريخ»،  للشيخ على الطنطاوي، يقول "قراقوش المسكين الذي صار على ألسنة الناس في كل زمان" ويتابع " العجيب أن الصورة التاريخية الحقيقية طُمست ونُسيت، والصورة الخيالية بقيت وخُلِّدت، فلا يذكر قراقوش إلا ذكر الناس هذه الحكايات العجيبة، وهذه الأحكام الغريبة التي نسبت إليه، وافتريت على".


 


نابليون محطم أنف أبو الهول


تحمل قصة أنف تمثال أبو الهول الفرعونى، العديد من الروايات التاريخية عن سبب أنفه المكسورة، من بينها الرواية الأكثر حول أن سبب كثر أنف التمثال هو القائد الفرنسى نابليون بونابرت أثناء قيادته للحملة الفرنسية على مصر، لكن هناك رواية أخرى أقدم تاريخية للمؤرخ تقى الدين المقريزى، فى القرن الخامس عشر الميلادي، كذبت تلك الرواية وزعمت أن من خرب أنف "أبو الهول" شخص يدعى الشيخ محمد صائم الدهر، وكان فاطميا متعصبا، يعتقد أن الآثار أوثان يجب هدمها، حيث قام هذا الشيخ بحملة لإزالة المنكرات والتصاوير وعلى رأسها تمثال أبو الهول، وظل يجهد فى تحطيمه، إلى أن اكتفى بتشويه فمه وأنفه، وظل التمثال على هذه الحال إلى يومنا هذا.


 


أحمد عرابى والخديوى توفيق


"لقد خلقنا الله أحرارًا ، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم"، جملة شهيرة منسوبة للقائد والزعيم المصرى أحمد عرابى، فى واقعة وقف فيها أمام الخديوى توفيق فى ساحة قصر عابدين وهو على حصانه، ولكن الحقيقة أن هذه الواقعة شهدت حالات تكذيب كبيرة ولا يوجد دليل واحد على حدوثها بالفعل.


فبحسب الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى، إن الزعيم أحمد عرابى لم يقف أمام الخديوى توفيق ولم يذهب إلى قصر عابدين وهذا المشهد الذى ندرسه فى الكتب، لم يحدث على الإطلاق، لا حرفا ولا لفظا ولا مشهدًا ولا حوارًا، ولم يقابل الخديوى توفيق من الأساس"، وهو ما أيده فيها العديد من المؤرخين والكتاب ومن بينهم الدكتور يوسف زيدان.


 


الأسلحة الفاسدة ونكبة 48


ما أن تذكر حرب فلسيطن عام 1948، أو ما تعرف بالنكبة العربية، تشير أصابع الأتهام دائما إلى صفقة  الأسلحة الفاسدة التى أبرمها الملك فاروق ملك مصر فى ذلك الوقت.


وظلت الترويج لهذا القصة حتى إنها وجدت فى العديد من الأفلام السينمائية والكتب الدراسية، وهو ظهر إنها دعاية سلبية ضد نظام الملكية فى مصر، ظهرت بعد ثورة الضباط الأحرار عام 1952، وكذبها رجال الثورة أنفسهم.


فبحسب اللواء محمد نجيب فى كتابه "كلمتي للتاريخ" الصادر عن المكتب المصري الحديث عام 2011: "أنا لا أريد أن أنزلق مثل الكثيرين إلى تعليق عدم انتصارنا فى حرب فلسطين على مشجب الأسلحة الفاسدة، وهي القضية التي استخدمت للدعاية ضد النظام القائم حينذاك، ولكنها انتهت بالبراءة في عهد الثورة"


 


كما أكد ضابط المخابرات الحربية السابق الدكتور ثروت عكاشة، في مذكراته "مذكراتي في السياسة والثقافة" "أن الآراء التي تقول بأن سبب هزيمة الجيش المصري في فلسطين عام 1948 هو فساد الأسلحة والذخائر آراء متجاوزة للحقيقة، وأن كل ما حدث هو انفجار ناجم عن خطأ في تعبئة الذخائر الإنجليزية".

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة