بالصور .. الحفلات إحدى وسائل دمج وعلاج أطفال التوحد بكفر الشيخ

اية سليمان

تعددت مراكز التخاطب بمدن محافظة كفر الشيخ، لعلاج أمراض التوحد وتأخر النطق لدى الأطفال، وارتبط تزايد المراكز لإزدياد حالات التوحد والتأخر، ويختلف أسلوب وطريقة علاج الأطفال من مركز لأخر حسب رؤية صاحب أو العاملين بالمراكز، وتتخذ بعض المراكز أساليب لدمج الأطفال بالمجتمع بإقامة الحفلات لهم بحضور أولياء أمورهم.


ونظم مركز إدارك بكفر الشيخ، احتفالية لأطفال التوحد والمصابين بالتأخر اللغوي بحضور أولياء أمورهم  لإرساء مفهوم العلاج بالفن كوسيلة علاجية فعالة لأطفال التوحد وفرط الحركة وتشتت الانتباه وحالات اضطراب السلوك، وتعددت الخدمات التى تُقدم لهذه النوعية من الأطفال منها جلسات نطق وتخاطب، وجلسات تعديل سلوك، وتدريبات العناية بالذات، والسينما والإثارة الحسية، والفنون والرسوم، ووممارسة ألعاب مناسبة، ومتابعة الأهداف التعليمية التي تطلبها الأسرة.


قالت سمر جمال اخصائية تخاطب ، إن من بين الطرق الإيجابية لعلاج مرض التوحد ، إقامة الحفلات  لأطفال التوحد، والمصابون بالتأخر اللغوى ليندمجوا  بين الأطفال الأسوياء، مما سيكون له الأثر الطيب عليهم ، مؤكدة أن مرض التوحد، اضطراب يصيب الأطفال ويؤثر على الجهاز العصبى لديهم محدثاً مشاكل في نموهم، وتطورهم،ويصيب طفل كل 88 طفلا  في مصر، ونسبة حدوث المرض للذكور أكثر من الإناث بنسبة 5 إلى واحد ، بحسب دراسات منظمة الصحة العالمة، مؤكداة أن نسبة الأطفال المصابون بالمرض ازدادات بكفر الشيخ بنسبة كبيرة ، ولكن لا توجد احصائية  معينة سواء في مراكز متخصصة أو بالجهات المعنية بالمحافظة.


وأكدت سمر جمال أن نسبة الإصابة بمرض التوحد  على مستوى العالم بلغت 20%، وهو من أمراض العصر الخفي ولايمكن معرفته إلا من خلال أساليب متعددة لإكتشاف اصابة الطفل بالمرض ، مشيرة إلى أن الطفل المصاب بالتوحد منطوى، وذكاءه مرتفع ، وفي حالة عدم اكتشاف مرض الطفل مع سوء المعاملة يتحول لطفل مكتأب ومحدود الذكاء ومن الممكن فقده للنطق وللسمع، ولا بد من توعية الأسر بكيفية التعامل مع الطفل ، وتحديد نوعية الأساليب التي تتعامل الاسر من خلالها معه لإكتشاف المرض مبكراً، لتسهل عملية علاجه، ولإعطاء نتائج ايجابية في علاجه وعليهم تقبل المرض، والإستفادة من الذكاء الذي يتميز به الطفل ، فعلاج المرض علاج نفسي ، مؤكدة أن  هناك علماء وأشخاص حصلوا على جائزة نوبل يعانون من مرض التوحد ومروا بمراحل متعددة حتى تم شفائهم منه .


وقالت أيه الحجري ، معلمه ، والدة الطفل عبدالرحمن ، إنها لاحظت معاناة نجلها من  تأخر في النطق ،وعدم توافق  العمر الزمني بالقدرات العقلية  مما نتج عنه تدني نسبة الذكاء، فتوجهت به  لمركز التخاطب  لعلاجه وبدأت حالته تتحسن من خلال جلسات متعددة  قامت بها أخصائية التخاطب سمر جمال  ،بالإضافة للتعاون بيننها وبين الإخصاتئين بالمركز، كان له أثر ايجابي على أسلوب تعامل وحياة نجلها ، مؤكدة أنها تنصح كل أم بأن تتجه لمراكز التخطاب لمعالجة تأخر النطق أو الإصابة بمرض التوحد ، حتى لاتزداد حالة الطفل سوء ، مما يصعب تكيفه مع أقرانه بعد ذلك، مشيرة إلى أنها عندما لاحظت تأخر طفلها رفضت الحاقه بالمدرسة في ذلك العام ولكنها الحقته في العام الثاني فتمكن من التكيف مع أقرانه وأصبح طفل مثل بقية الأطفال .


وقالت والدة عبدالرحمن ، أنها لاحظت إصابة العديد من الأطفال بالمدارس بمرض التوحد وتأخر النطق وتنصح أولياء الأمور بسرعة علاج الأطفال من هذا المرض لينشأوا نشأة طبيعية .


وأضافت سمر جمال ،  تختلف أعراض مرض التوحد  من طفل لآخر، فيبدأ بالظهور في المراحل الأولى من الطفولة، ويستمر إلى مرحلة البلوغ، ويحدث نتيجة لعدة أسباب منها: مشاكل وراثية جينية، أو مشاكل في الولادة، أو التلوث البيئي، أو الإهمال الاجتماعي، وغيرها من الأسباب.


وقالت اخصائية التخاطب ، أنها تنصح الأم بملاحظة حياة نجلها ربما تبدو عليه  أعراض مرض التوحد ، فتسرع لمركز التخاطب لعلاجه ، ومن بين تلك الأعراض عدم  القدرة على التفاعل الاجتماعي،فيصبح الطفل فاقد لاستخدام لغة الجسد مثل الحركات، والايماءات، وتعابير الوجه، كما يفقد قدرته على التواصل الجسدي، فيحاول تجنب النظر إلى والديه بشكل مباشر، ويفتقد قدرته على إنشاء علاقات مع أشخاص في عمر مماثل له، ويفضل الانعزال، وعدم مشاركة الآخرين بما يقومون به من نشاطات مثل اللعب، والتنافس، وبذلك يكون بعيداً عن الاندماج والتفاعل الاجتماعي مع الآخرين، ويصبح غير قادر على تبادل الأحاسيس والمشاعر معهم.


وأضافت سمر جمال ،يعاني طفل  التوحد من  مشاكل  التواصل اللغوي، فيقتصر كلامه على عدد قليل من الكلمات، ويستخدم في كثير من الأحيان بعض الكلمات والعبارات التي لا تناسب عمره، ولا تناسب الموقف المستخدمة فيه، كما يكرر نمط معين في أمور حياته، ولا يغيره، ويصر على إبقائه بالشكل الذي وضعه فيه مثل: وضع اللعبة بشكل معين، أو ترتيب الأغراض على شكل صفوف، أوأكوام، أو اللعب بلعبة واحدة، أو خلع الملابس بطريقة معينة، أو مشاهدة برنامج تلفزيوني واحد، وقد يقوم بتكرار حركات جسدية معينة مثل عض اليد، أو ضرب الرأس، أو اهتزار الجسد، أو رفرفة اليدين، أو تحريك الرأس، وغيرها.


وقالت والدة  مجدي محمد ، إن طفلتها كانت مصابه بتأخر لغوي ،وفضلت التوجه بها لمركز تخاطب إداراك ، لعلاج التأخر ، ومن خلال الجلسات والتدريبات والإندماج بالإقران ،واتباع ارشادات الدكتورة سمر جمال ، تمكنت نجلتها من تخطي مرحلة التأخر اللغوي .


وأضافت والدة الطفل سعد، أن نجلها مصاب بمرض التوحد، وكان مبهدلنا ولا يتحدث ، وكان يعاني من فرط الحركة ، ولكن بعد توجهه لمركز التخاطب ، تحسنت حالته كثيراً وتغيرت أحواله، وتعامله وأصبح اجتماعياً أكثر من قبل، وأنها تنصح الأمهات بملاحظة أنجالهم منذ ولادتهم، وتحاولن أن تقرأن عن مرحلة الطفولة فى الكتب المتخصصة، لتتعرفن على مراحل نمو الطفل، وتختارن الوقت المناسب لتوجيههم لمركز التخاطب كما فعلت، وتتعاونّ مع  المختصين لتطبيق البرنامج المناسب للعلاج كما فعلت مع نجلها.


وقالت إحصائية التخاطب سمر جمال، إنها تنصح الأمات بأن تهيئ بيئة اجتماعية للأطفال مناسبة، وتشغل طفلها بما حوله، ودائمة التحدث معه، وتجعله يستخدم حواسه بصفة مستمرة وإشراك الطفل في بعض الأعمال المنزلية وعدم ترك الطفل بمفرده، وتجعل الطفل يقلدها مثل أن تمسك مشط وتعطيه آخر وتحثه على تقليدها، وتدعيمه معنوياً ومادياً بأشياء محببة إليه، وعلاج النشاط الزائد يمكن تقليله بتحديد حركة الطفل بواسطة تعليمه الجلوس فى كرسى بينما تقوم بتعليمه أى شىء.


وقال الدكتور مصطفى محمد استشارى المخ والأعصاب، تُعقد العديد من مؤتمرات التوعية بمرض التوحد، وبحث الجديد في علاجه، والوقوف على حقيقة هذا الاضطراب وحجم مشكلته، والخروج بتوصيات طبية تسهل الاكتشاف المبكر للحالات، مؤكداً أنه يجب الوقوف على الأنواع الجديدة من العلاجات الطبية لهذا الاضطراب، مشيراً إلى أن هناك زيادة فى حالات اضطراب التوحد، و تعدد معاناة فئة غير قليلة من المجتمع ماديًا ونفسيًا، مشيراً إلى أن غموض هذا الاضطراب من الناحية العلمية ما زال لغرًا محيرًا للأطباء.






تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة