حبوب منع تسوس القمح شبح الانتحار الجديد .. 13 ضحية خلال شهر يناير بكفرالشيخ .. طبيب نفسي : الإكتئاب والعزلة السبب .. وواعظ بالأزهر الإنتحار كبيرة من كبائر الذنوب

محمد ابوستيت

 أصبح الانتحار من الظواهر المنتشرة في الفترة الأخيرة ، خاصة بحبوب تسوس القمح ، حيث يتم تداولها بكل سهولة بين المواطنين ، مما يجعلهم يتعاملون معها بشكل آمن دون أى احتياطات ، ولا يعلم الكثير منهم أن فيها موتهم وأن الحبوب التى يضعونها بين الغلال التى نصنع منها الخبز فيها سك قاتل .


فالانتحار معروف على أنه اقدام الشخص على إيذاء نفسه للقضاء على حياته ، حيث قد يكون متعمدا مع أهليته ، أو قد يكون يعانى من إضطرابات نفسية ، ويعتبر غير مسئول عن تصرفاته ، أو قد يعانى من هلوسات تسهل عليه عملية إيذاء نفسه .


 السيدات الأكثر ضحايا للحبة القاتلة


في محافظة كفرالشيخ كانت السيدات لهن نصيب الأسد من الموت بأقراص منع تسوس القمح ، وذلك وفقا لبلاغات الجهات الأمنية ومراكز الشرطة ومستشفيات المحافظة خلال الفترة الأخيرة حيث تنوعت الحالات ما بين انتحار بإستخدام هذه الحبوب لتواجدها بالمنازل أو تناولها لأداء غرض الانتحار .


 صاحب أحد محال المبيدات يشرح قصة تواجد الحبة القاتلة


قال أحد أصحاب محال المبيدات الحشرية أن أقراص منع تسوس القمح تباع حاليا بجميع المحلات ،  ولدى تاجرى الغلال والمواطنون يقبلون عليها لأن أسعارها زهيدة فالعبوة سعرها 20 جنيها بها 10 أقراص ويتم تصنيعها بمصانع بير السلم ، ويتم وضعها في علبة اسطوانية من الصفيح ، ولفت إلى أنه  ليس هناك رقابة على تداولها وليست هناك اى توعية للمواطنين بخطورة استخدامها .


 وأضافت إحدى السيدات اللاتى يستخدمن تلك الحبوب أنهم يقومون بشرائها بشكل سنوى عقب حصاد محصول القمح الذى يقومون بتخزينه بالمنازل لعمل الخبز منه ، وحتى لا يتعرض القمح التسوس ، يقومون بوضع قرص من الأقراص المانعة لتسوس القمح داخل كل جوال دقيق ، ولفتت إلى أنها تخاف من هذه الحبوب لكن ليس لديها بديل آخر 


 الحبوب السامة ليست وسيلة للموت الخطأ فقط


ولم تكن الحبوب السامة وسيلة الموت بالخطأ فقط لكنها كانت وسيلة جو الانتحار أيضا ، حيث أنه وفقا لاخر احصائية لعدد حالات الانتحار التى سجلتها مستشفيات محافظة كفرالشيخ في الفترة من 1 يناير 2020 إلى 31 يناير 2020 بلغت 13 حالة انتحار منها 11 حالة ناتجة عن تناول أقراص تسوس القمح عن قصد .


 وأوصت تقارير بمديرية الصحة بكفرالشيخ ، خاصة قسم السمو بالحذر من استخدام الحبوب ، وخال تناولها بالخطأ ينصح بعدم شرب الماء بعد تناولها مباشرة لأنها تساعد على انتشار السم في جميع أنحاء الجسد ، وكذلك عملية غسيل المعدة تساعد على نشر السم ، لأنها تعمل على فوران القرص الذى يحتوى على مادة سامة وهى فوسفيد الألومنيوم القاتلة .


 الاسم العلمى لحبة الغلال القاتلة وتكوينها 


وجبة الغلة اسمها العلمى " الألومنيوم فوسفيد " ، أو " فوسفيد الزنج " ، وهى عبارة عن قرص أسود اللون وتستخدم لمنع تسوس محصول القمح وحمايته من الحشرات الضارة ويخرج منها غاز قاتل بمجرد وصول المياه إليه أو دخوله معدة الإنسان ، لدخول حمض الهيدروليك عليه ، يتسبب في انبعاث غاز اسمه " فوسفين " غاز قاتل يتسبب في فشل بكل اعضاء الجسم ويؤدى إلى ارتشاح بالرئتين ، لذلك كان يطلق عليه اسم " المهلك" لخطورته ، كما أنه يستخدم كمبيد حشرى ومبيد القوارض مثل الفئران 


 رأى الدين في الانتحار 


قال الشيخ هشام الصوفي واعظ بالأزهر الشريف أن الله عز وجل نهى المسلم عن قتل النفس، ويستوي في ذلك من يقتل نفسه أو غيره، قال سبحانه: {ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً}، وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من تردى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يتردَّى فيه خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن تحسَّى سماً فقتل نفسه فسمه في يده يتحساه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً، ومن قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يجأ بها في بطنه في نار جهنم خالداً مخلداً فيها أبداً" (متفق عليه).


مضيفا بأن الانتحار كبيرة من كبائر الذنوب، وفاعلها متوعد بالخلود في نار جهنم أبداً، ويعذبه الله تعالى بالوسيلة التي انتحر بها ، وقد ترك النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة على المنتحر، عقوبةً له، وزجراً لغيره أن يفعل فعله، وأذن للناس أن يصلوا عليه.


ولا يعني هذا أن نترك الدعاء للمنتحر بالرحمة والمغفرة، بل هذا يتأكد في حقه لحاجته إليه، والانتحار ليس كفراً مخرجاً من الملة كما يظن بعض الناس، بل هو من كبائر الذنوب التي تكون في مشيئة الله يوم القيامة إن شاء غفرها وإن شاء عذَّب بها.


هذا وإن التفكير في الانتحار بقصد التخلص من مشاكل الحياة، وابتلاءاتها هو تفكير من لا يؤمن بالله تعالى، ولا يؤمن بقضائه وقدره سبحانه، ولا يرضى بذلك، ولا يصدق بلقائه وجزائه ، أما من كان مؤمناً بالله تعالى مؤمناً بقضائه وقدره ولقائه موقناً بوعده ووعيده، فلا شك أنه سيرضى بما قدر الله، ويسلم، ويحمد الله تعالى في السراء والضراء، ويتعبد في كل حالة بما يناسبها من شكر على ما أعطي، وصبر على ما ابتلي


واختتم بأنه على المؤمن أن يتصبر ويستعين بالله تعالى ، ويعلم أن كل شدة تصيبه في الدنيا ـ مهما كانت شديدة ـ فإن عذاب الآخرة أشد منها.


 رأى الطب النفسي في الانتحار 


فيما يرى الدكتور سامى المزين أخصائى الطب النفسي بمستشفي سيدى سالم المركزى أن كثيراً ممن يقدمون على الانتحار يكون السبب عدم الشعور بالأهمية، وبعدم رغبة من يحيطون بهم بوجودهم، والتعرّض للضغوطات النفسيّة المختلفة ،  والمشاكل الاجتماعية مثل البطالة وعدم إيجاد فرص عمل ، والفقر الذي يُخيّل لصاحبه أنّه بذلك يتخلّص من هم الفقر وخاصةً إذا كان يعيل عائلته ، أو التفكك الأسري وكثرة المشاكِل في الأسرة، والفراغ الذي قد يقود صاحبه إلى الشّعور بعدم أهمية الحياة لعدم وجود أية أهدافٍ فيها تشجِّعه على العمل والانطلاق نحو الحياة


مضيفا بأن تعاطي المخدِّرات التي تهيّء للمدمن أموراً غير ما هو في الواقِع، كما أنّ حاجة المدمن إلى المخدِّرات أحياناً وعدم توافرها يسبب له حالةً نفسيةً وجسديّةً سيئة مما يدفعه إلى الإقدام على الانتحار للتخلّص من هذه الآلام. تناوُل بعض الأنواع من الأدوية التي تسبب الهلوسات للشخص وتخفف له من حدّة ما هو مقدم عليه .

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة