قدم النائب أحمد الطنطاوى، عضو مجلس النواب عن مركز قلين بمحافظة كفرالشيخ، عضو تكتل «25-30»، مذكرة إلى سامح شكرى، وزير الخارجية، لكشف مصير السفينة «سمير»، المملوكة للشركة القبرصية للملاحة S.F.B منذ 19 عاما، والتى غادرت ميناء الإسكندرية - الدخيلة، الجمعة 7 مارس عام 1997 متجهة إلى ميناء ترابانى فى جزيرة صقلية بإيطاليا، وكان آخر اتصال بالشركة المالكة بالسفينة هو 9 مارس فى ذات العام بعد إقلاعها بيومين أمام السواحل الليبية، وظل البحث جاريا لعدة أشهر بكل الطرق، ولم يتمكن أحد من العثور على السفينة، ولم يظهر أى فرد من أفراد طاقمها، وتم إخطار مالكها سامح البدرمانى بأن طائرات البحث الإيطالية والمالطية والأسطول الأمريكى والهولندى قامت بعمليات تصوير وبحث بالطائرات عن السفينة طوال خط سيرها ولم يستدل عليها لمدة بحث استمرت 10 أيام.
وجاء فى المذكرة أن الطاقم مكون من 12 مصريا بقيادة الربان رشدى توفيق ميخائيل وأيمن أنور ميساك، كبير الضباط، وهانى راغب، ضابط ثان، ومحمد خميس كبير المهندسين، وجرجس عازر مهندس ثان، ومحمد إسماعيل باش ريس، وحمدى على مصطفى، بحرى، ومحمد عبدالحميد زكى وسعيد محمود حسن، بحرى، وعبدالغفار عبدالمجيد، مهندس ثالث، وعزيز إبراهيم ميخائيل ميكانيكى، وأحمد محمود الدخاخنى، طباخ.
وأكد صاحب السفينة سامح البدرمان أن أهالى طاقم السفينة لا يزالون يعتقدون أنهم على قيد الحياة، مشيرا إلى أنهم أرسلوا استغاثات للرؤساء السابقين والوزراء المعنيين دون الوصول لأى شىء، ولم يكن هناك رد على مصير السفينة التى كانت تنقل ملح طعام بحمولة 3 آلاف طن من الإسكندرية إلى إيطاليا من القطاع العام، لافتا إلى أن الأقمار الصناعية وطائرات البحث لم تفلح فى العثور عليها.
وأوضح: «التقيت اللواء محمود حلمى، مدير أمن رئاسة الجمهورية فى عهد الرئيس الأسبق مبارك، وقال إن الموضوع سيستغرق وقتا فى البحث، مما اضطرنا لطلب المساعدة من نادى أصحاب السفن وشركات التأمين، وقمنا بصرف تعويضات للأهالى دون شهادات وفاة وفقا لما هو متعارف عليه دوليا».
وتابع: «أرسلنا مفتشا بحريا إلى ميناء بنغازى والمخابرات البحرية، لكن السفارة تدخلت قبل القبض عليه بعد أن وجهت له تهمة التدخل فى الشأن الليبى».
من جانبه، قال عبدالمجيد الشهاوى، المقيم بمركز قلين بمحافظة كفرالشيخ، والد المهندس عبدالغفار، أحد أفراد طاقم السفينة، إنها توجهت من ميناء الإسكندرية فى 7 مارس عام 97 إلى جزيرة صقلية، وأنه بعد يومين من الإبحار أبلغهم صاحب السفينة بأنه فقد الاتصال ولم يستدل على الحطام عن طريق أجهزة البحث.
وتابع: «زكريا عزمى أبلغنا بأن الخارجية تواصلت مع القذافى للإفراج عن المركب، حيث إن آخر اتصال كان فى مدينة سرت الليبية»، مشيرا إلى أن هناك اتهامات للقذافى بأنه اختطفها وأنه اشترط حضور خالد نجل الرئيس جمال عبدالناصر لتسلم السفينة، إلا أن شيئا لم يحدث.
وأضاف: «السفير أحمد أبوالغيط الذى كان يشغل مساعد وزير الخارجية، أبلغنا بالكف عن الحديث عن هذا الموضوع حتى لا تتأثر العلاقات بين البلدين وحتى لا يتم فرض عقوبات وحظر بحرى على ليبيا بعد الحظر الجوى بسبب الطائرة لوكيربى، وصرفنا تعويضا قدره 100 ألف جنيه، فى حين علمنا بعد التوقيع بالاستلام أن التعويض بالدولار وليس بالجنيه».
وقال إسماعيل محمد، والد محمد باش ريس المركب، من مواليد عام 1969 وكان وقتها يبلغ من العمر 27 عاما: «عندما التقينا اللواء محمود حلمى نيابة عن مبارك فى قصر عابدين، قال لنا اعتبروه فى بعثة تبع الدولة، نحن مطمئنون عليهم، وسيعودون قريبا، وشدد علينا بعدم الحديث بأى سوء عن ليبيا، لكن عندما ذهبنا لوزارة الخارجية، أبلغونا بأنهم لا يعرفون شيئا عن الموضوع».
وتابع: «بعد لقاء أبوالغيط بعدة أيام، جاءنا مندوب من الرئاسة فى قصر الصفا فى زيزينيا بالإسكندرية، وقال لنا الرئيس مبارك لن يصمت والدولة لن تترك أولادها، لكن لا نريد شوشرة حتى يعود أبناؤكم، وكفاية لوكيربى». وأضاف: «صاحب السفينة قال لنا إنه تعرض للتهديد حتى يصمت بسبب الضغوط الليبية، فى المقابل قال لنا بعض الأهالى إن أفراد السفينة عادوا وتم التحفظ عليهم فى ميناء الإسكندرية، لكن السفينة سرعان ما تم إعدامها فى سيدى برانى، حتى لا يتم الحديث عن ليبيا».
وقالت الدكتورة أليس إسكندر، إن ابنها أيمن ميساك، كبير الضباط، من مواليد عام 69، وكانت رحلته هى الأخيرة فى البحر بالنسبة له قبل موعد زفافه بـ4 أشهر، وانتظرته خطيبته مدة طويلة أملا فى عودته، لكن ضغوط الأهل وطول الانتظار كانا عاملين أساسيين فى فك الارتباط.
وقال ماهر راغب، والد الضابط هانى، ضابط ثان فى المركب: «جاءنى خطاب من صاحب السفينة باختفائها أمام مدينة سرت الليبية، وعلمت من بعض الأشخاص أنهم محبوسون، وأبلغنا محمد فؤاد كبير الياوران فى عهد مبارك بأن يرسل إليهم ملابس وأموالا، فيما قال أحمد قذاف الدم إن الموضوع سياسى، وهناك مبادلة سياسية بين ليبيين موجودين فى مصر ومصريين»، موضحا أن ابنه هانى كان يبلغ من العمر 30 سنة وولدت زوجته بعد غيابه بشهرين.