اول الدكتورة مها ماسمعت منى الكلمه جريت معايا على تحت ودخلنا لاقينا خالى واقف جنب ابويا وماسك ايده وبيقول لامى ,امر الله نفذ يا حُسنه صدقينى هو انا اول مره اشوف حد بيموت
وامى بتقوله اسكت ياجودة ماتقولش كدا ماهو كل مرة بيروح فى الغيبوبه وبيفوء
وقطعت الدكتورة مها الشك باليقين وطلعت من الشنطه بتاعتها حاجه كدا زى الكشاف وفتحت عين ابويا وكشفت عليه ووبعدين غطت وشه بالملايه وبصت لامى وقالتلها “شدى حيلك يا حُسنه” البقاء لله
وصرخت امى صرخة حزينه من اعماقها ,,لم ولن انساها ؛؛
صرخة غريبة وكأنها كلام ….لم افهمها وقتها ولم استطيع ترجمتها
ولكن بعد ما كبرت فهمتها,,,
وفى ثوانى معدودة التف حولنا كل سكان العمارة واهل المنطقه وبدأوا يجهزوا ابويا علشان ياخدوه ويسافروا يدفنوه فى البلد وجت العربيات والكل ركب مع ابويا علشان يوصلوه
وانا واقفه فى وسط الناس مش عارفه هوانا كدا خلاص مش ها اشوف ابويا تانى ولا ها يروح البلد ويرجع تانى …وفجأة لاقيت امى بتقول للدكتورة مها ..والنبى يا دكتورة خلى قمراية عندك لحد ما ارجع بكرة عشان ماتتخضش
وخدتنى الدكتورة مها معاها على شقتها وكنت اول مرة ادخل عندها دايما كنت بديها الطلبات من على باب الشقة وانزل وعمرى مادخلت عندها ولا عند اى حد فى العمارة كنت دايما فى حضن ابويا
فى الوقت اللى امى بتكون فيه بتعمل شغل العمارة
دنيتى كانت بتنحصر فى اوضتنا او اوضه خالى او بيتنا فى البلد اول مرة اعرف يعنى ايه شقه
واول مرة اشوف شقه على الحقيقه كنت بشوفها فى التلفزيون وبس
كل حاجه كانت بترأ من النظافة النجف والسجاد والكراسى والكنب والستايروالارضيات
كل حاجه ريحتها حلوة
دكتورة مها خدتنى من ايدى ودخلتنى على الحمام وقالتلى قمراية لازم تاخدى حمام علشان تنامى كويس وكنت اول مرة فى حياتى اشوف الحاجه اللى اسمها شامبو دى ؛؛؛
وبعد ما حمتنى لبستنى شورت وفانله من بتوع ابنها “حمادة”
ودخلتنى الاوضه بتاعته علشان العب معاه لحد ما يجى معاد نومه
اول مرة اشوفه من قرب كنت دايما بشوفه وهو بيركب اتوبيس المدرسة وعمرة ما لعب فى الشارع مع باقى الولاد اللى ساكنين فى العمارة ولا وقف معانا كان دايما فى حاله ولا حتى يسلم علينا
وكان بيبص للعيال ويبتسم من بعيد وكأنه راجل كبير واحنا كلنا صغيرين قدامه
قرب ناحيتى وقالى تحبى تلعبى ايه …سكت طبعا وما ردتش
قام فتح الدولاب بتاعة وخرج كل اللعب اللى فيه
وحسيت انى فى عالم تانى عالم غريب عن كل اللى شفته وسمعته كنت خايفه انى اكون بحلم
وعايزة لو كان حلم يطول وما اصحاش منه
وفضلنا نلعب لحد ما صحيت على صوت امى …رجعت من البلد وطلعت تاخدنى من عند الدكتورة مها …فضلت واقفه قدامى تقولى يله ياقمرايه انهضى علشان ننزل انا جيت ,,وانا ببص لها وانا مش مصدقه انى ها ارجع اعيش تانى فى الاوضه اللى تحت الارض
وخدتنى ونزلت بيا وفتحت باب الاوضه ولاول مرة اكره عيشتى واحس بالارف من كل حاجه حواليا لدرجه انى كنت خايفه اقعد على الكنبه لحسن هدوم حمادة تاخد ريحه المكان
اول مرة احسن بريحه المكان كنت متعودة عليه لكن بعد الليلة اللى بيتها فوق عرفت الفرق بين الروايح وعرفت الفرق بين الحياة والموت
انت ما تقدرش تعرف الفرق بين الاشياء الا بعد ماتجرب
وانا جربت الحياة وعرفت ان اللى احنا فيه دا موت
كنت راضيه بعيشتى اللى معرفش غيرها
وكمان اللى زاد انى مش ها اشوف ابويا تانى لان امى قالت ان اللى بيموت ماينفعش يرجع تانى
وفجأة عينى جت على امى وكأنى اول مرة اشوفها حسيت ان الحزن والهم كبروها 20 سنه على عمرها وجريت عليها واترميت فى حضنها كنت عايزة احسن بأى حاجه حلوةبعد الليلة الصعبه اوى دى ..وضمتنى امى وقالتلى “خلاص اتوحدنا فى الدنيا ياقمراية”
واول مرة احسن انى عايزة اعيط و اعيط
ودموعى اختلطت بدموع امى وحضنها لحد ما نمنا وكأننا بنهرب من الحزن ومن مصيرنا اللى لسه مش عارفينه ولا عارفين هانعمل ايه ونعيش ازاى من غير ابويا وهل العمارة هايسمحوا لنا اننا نعيش فى الاوضه لوحدنا بعد ما ابويا مات
كل الاسئلة دى دارت فى راس امى وهى واخدانى فى حضنها
ياترى فعلا ها يسيبونا نعيش فى الاوضه ولا لا
دا اللى هانعرفه فى الحلقه الجاية
يتبع....