وخرج خالى من باب الاوضه وظلت امى شاردة لا اعلم مايدور فى ذهنها لكن من الواضح ان موضوع العريس دا رد فيها الروح ورجعها تانى للحياة بعد ما كانت مستسلمه للحياة الكئيبة التى فرضتها عليها الدنيا دون مقاومة منها ولكن كانت تستتر وراء معنى عميق وتردد دائما (الرضا بالمقسوم عبادة)
ولكن اعتقد انها قد جائتها الفرصة لتفتح قلبها للحياة مرة اخرى وتتنفس لتعيش بجد بدل التمثيل؛؛؛
وبمجرد ما طلع النهار لاقيت امى بتصحينى وتقولى ..انهضى ياقمراية النهاردة ورانا حاجات كتير اوى ها نخلص شغل العمارة وننفض الاوضه علشان الضيوف اللى جايين لنا ,,,اول مرة اسمع الرنة الحلوة دى فى صوت أمى ,, رنة الامل كنت قربت انسى صوتها من كتر سكوتها وشرودها,,
وفى ساعات معدودة كل شىء بقا تمام مسحنا الاوضه وفرشنا الملايات النظيفه وعلقنا الستارة اللى عمرنا ماعلقناها الا فى العيد وبعدها امى قالتلى حضرى غيار واستحمى علشان تخرجى تجيبى حاجه ساقعه من السوبر ماركت ..وما تتأخريش زى عوايدك وتتلكعى الضيوف على وصول ..
وفى ثوانى خرجت اجيب الحاجه الساقعه من عم زتونه اللى شغال فى السوبر ماركت وكان صديق مقرب جدا لخالى
اول ماشافنى بص لى وضحك وقالى عايزة ايه ..قلت له عايزة حاجه ساقعه ..
عايزة حاجه ساقعه ليه هو انتوا جايلكم ضيوف ؟؟
فضحكت فى خبث وقلت له مالكش دعوة..
ضحك عم زتونه وقالى طيب انتى مستحميه ليه ياقمرايه هو انتى كمان جايلك عريس
ففهمت ان خالى قام بالواجب ونشر الخبر قبل ما اى حاجه تتم
فقلت له ,,,يارب ياعم زتونة بس ادعى ان ربنا يتمم على خير
ورجعت الاوضه وكانت امى خرجت من الحمام وبتسرح شعرها الطويل الناعم
وكحلت عيونها ولبست جلابية اول مرة اشوفها عليها وبدون ان تضع اى مساحيق على وجهها غير الكحل كانت مثل البدر فى ليله تمامه …فنظرت اليها فى اعجاب وقلت لها
انتى جميلة اوى يا امى ,,فضحكت وقالت ما انتى طالعالى ياقمرايه انتى حته منى يابت..بس ياخسارة يا قمراية الحلوين بختهم قليل يا ريتك ما ورثتى جمالى.. اديكى شايفة مرات خالك جودة وحشه الوحشين وربنا مديها راجل مستتها ومهنيها وبيجيب لها لبن العصفور وكمان اهى ختمت بأنه هايسافر السعودية وها يبعت ياخدها هى وعيالها تروح تعمل عمرة وتزور النبى ياحظها مش بقولك على رأى المثل( قيراط من البخت ولا فدان حلاوة)يارب ماتاخدى بختى يا قمراية ,, تعالى ياقمراية امسكى المشط وسرحى شعرى لحسن مش طيلاه ..ومسكت المشط وسرحت لامى شعرها وكنت فرحانة انى جميلة اوى كدا زيها وما حبتش كلامها لما قالتلى ياريتك ما طلعتى شبهى ..انا مبسوطة انى جميلة اوى زيك يا حٌسنة يا أٌمى...
وعند اذان المغرب لاقينا الباب بيخبط وخالى بيقول ..يا ساتر الدار امان ندخل يا ام قمرايه
فردت امى ..اهلا وسهلا ادخل ياجودة بيتك ومطرحك
ودخل خالى ومن وراه العريس “عم ماهر”
ونظرت اليه وفى نفس اللحظه نظرت الى عين امى التى كانت تتأمله ولاول مرة ارى فى عينيها هذة النظرة ..نظرة شوق وحنين لرجل كانت تحلم به العمر كله ولكنها استسلمت لواقع مُر ورضيت به الى ان عوضها الله بعم ماهر
عم ماهر طول بعرض ووجه ابيض كالبدر وشارب اصفر وعينان خضراوان وكل مافيه ينطق برجوله بالغه ,,,فضحكت فى سرى وقلت “والله وربنا عوض صبرك خير يا حُسنه ”
ونظرت اليا امى وكأنها تقرأنى وضحكت وقالت ماشى ياقمراية
اما عم ماهر فابمجرد ما شاف امى وعنيه رقصت من الفرحة ومد ايدة يسلم عليها وهو بيقول
“صلاة النبى احسن..اللهم صل على كامل النور”
نقرا الفاتحة بالصلاه على النبى ……
وبص خالى لامى وقالها ,,ايه رأيك يا حُسنه نقرا الفاتحة
فردت امى بسرعة …نقرا يا اخويا
وبعد قرأة الفاتحة خالى قال انا مافيش قدامى غير 10 ايام على السفر وانتوا الاتنين مش اول مرة هاتدخلوا دنيا يعنى من غير لامؤاخذة تلموا حالكم فى الكام يوم دول علشان نكتب الكتاب واطمن عليكى قبل ما اسافر ...فردوا هما الاتنين فى نفس واحد (ماشى ياجودة) وفطسناكلنا من الضحك
وبعد يومين اتكتب الكتاب وبدأنا نلم حاجتنا من الاوضه اللى عشت فيها 12 سنه علشان نروح نعيش مع عم ماهر فى السكن بتاعه وراح خالى جاب عربيه نص نقل وحطينا عليها الكنبة والسرير والدولاب و وملايه كبيرة حطينا فيها الفرش والهدوم وصندوق تانى فيه الحلل وحاجه المطبخ وكمان البوتجاز والتلاجه والتلفزيون ودى كانت كل ممتلكاتنا من الدنيا
وركبت انا وخالى فى العربية من ورا وامى وعم ماهر قدام جنب السواق ومشينا على السكن بتاع عم ماهر
الحياة الجديدة اللى داخلين عليها
ياترى هاتمشى بينا الايام ازاى
وياترى عم ماهر هاتكون عشرته كويسه ويعوض امى عن الايام الصعبه اللى عاشتها
دا اللى هانعرفه فى الحلقه الجايه