الشيخ سعد الفقى يكتب .. جبل الحرام

يقع جبل الحلال بصحارى شمال سيناء، ويبلغ ارتفاعه نحو ألفي متر فوق سطح البحر تقريبًا، وهو عبارة عن سلسلة من الهضاب المرتفعة، وسمي بهذا الاسم نسبة إلى الحلال أي الغنم، ويتميز بوجود الكهوف والمغارات التي شكلها سقوط الأمطارالغزيرة في الصخور لفترات طويلة وممتدة.

وفي إحدى قممه توجد مناجم الفحم، ومن أبرز قمم هذا الجيل قمم القسيمة وصدر الحيطان والجفجافة والجدي، وقمة جبل الحسنة، وقد وجد البدو في قمته ملاذًا لرعي الأغنام والإبل.

وبعد ثورة يناير 2011 وجد فيه الإرهابيون والمتطرفون مكانًا آمنًا، ونقطة الانطلاق لتنفيذ جرائمهم التي هي أبعد ما تكون عن كل الشرائع السماوية والوضعية، والمؤكد أن خططًا تم رسمها بليل؛ لاستجلاب هذه الفئات الضالة، وتزويدها بالأسلحة والذخائر، ومنه كانت تنطلق عربات الدفع الرباعي لتنفيذ المهام القذرة، والعودة إلى دهاليز المغارات والكهوف.

فالجبل الذي كان مصدرًا للنماء والرخاء شهد التخطيط لكل الجرائم التي ارتكبت ضد جنود القوات المسلحة ورجال الشرطة، بداية من مذبحة رفح الأولى والثانية، مرورًا بالهجمات المتكررة على الكمائن، والاعتداء على الأبرياء من المدنيين في العريش وضواحيها.

جبل الحلال أصبح مركزًا لارتكاب كل المحرمات، بداية من ارتكاب جرائم القتل والسطو على مدخرات وممتلكات الناس، وانتهاء باستهداف الأخوة الأقباط، والحكايات لاتنتهي؛ حيث القتل على الهوية.

نعلم أن مجهودات كبيرة تم اتخاذها لوأد هذه الجماعات المتطرفة، ووقف نموها واجتثاثها من الجذور، ونعلم أيضًا أن التضحيات التي قدمها رجال الجيش والشرطة هي الأثمن على مر التاريخ؛ مما أدى إلى شل حركتهم، وتراجع معدلات الجريمة، إلا أننا ننتظر مسحًا شاملًا لهذه العناصر الغريبة عن مجتمعاتنا فهم نبت شيطاني، وإلا فلنسميه بجبل الحرام..
تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة