أجرى موقع ” مباشر كفرالشيخ” اللقاء الثانى مع فضيلة الدكتور محمد فكيه السيد سهيل ، أحد علماء الأزهر الشريف ، وأستاذ الدعوى والثقافة الاسلامية بجامعة القاهرة ،حول إارشاد المؤمنين وهدايتهم وكيفية تحليهم بأخلاق الصائمين ….
س- نرى كثيراً من الصائمين يمتنعون عن الطعام والشراب فقط فهل هذا هو الهدف من الصيام؟
جـ-كل عبادة فى الاسلام لها معان نبيلة وأهداف رفيعة وغايات سامية ولعل من أهم هذه العبادات الصيام فإن له أهداف عظيمة وثمرات ترقى بالسلوك الانسانى كله فأولى هذه الثمرات هى “التقوى” ،مصداقاً لقوله سبحانه وتعالى :” ياأيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”.
س- فضيلة الدكتور … هل يمكن أن تبين لنا معنى التقوى؟
جـ- التقوى بإيجاز هى الخوف من الله والعمل بكتابه والرضا برزقه والاستعداد للقائه هذه هى المعانى التى يغرسها الصوم فى نفس المؤمن لذلك قال الله عز وجل :” يا أيها الذين آمنوا” فأكبر خلق يزرعه الصوم فى النفس هو خلق ” الايمان ” ومن ثمرات الصوم أيضاً أنه يعلم المسلم “الصبر على الطاعة” ومشقتها والصبر على المعصية والبعد عنها.
س- وكيف يصبر الانسان على المعصية،مع أنه من المفترض أن يبعد عنها ؟
جـ- أقول أن للمعصية جاذبية والبعد عنها يحتاج الى صبر فالانسان مثلاً يحب المال بلاحدود وبلاقيود فلابد من الصبر حتى يحصل على المال الحلال ويبتعد عن الحرام ،وهكذا كل المعاصى تحتاج الى صبر لأن النفس بطبيعتها تميل الى الشهوات .
س- وهل للصوم أهداف أخرى غير التقوى والصبر؟
جـ- نعم إن من أهم أهداف الصوم أنه يعلم الصائمين إتقان العمل والانضباط والدقة والنظام فالمسلم يمتنع عن الطعام ويفطر فى مواعيد محددة ومواقيت معينة لا يستطيع أن يتجاوزها بأى حال من الأحوال فعلى المسلمين أن يستفيدوا ليتقنوا أعمالهم كل فى ميدان تخصصه حتى تسلك الأمة طريقها بين الشعوب المتقدمة .
س- نرى انفلاتاً أخلاقياً فى الشارع ومشاجرات بدعوة الصيام ..فكيف يعالج الصيام هذه الظاهرة؟
جـ- هذه هى الفائدة الرابعة وإن شئت فقولى الخلق الرابع الذى ينبغى أن يتخلق به الصائم وهو خلق “الحلم”.
س- وما معنى “خلق الحلم” ؟
جـ- خلق الحلم الذى ينبغى للصائم أن يتخلق به معناه رد الاساءة بالاحسان أو العفو عن المسيئين وفى ذلك يقول النبى(ص) :” إن الصوم جنة أى (وقاية) فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يسخط وإن سابه أحد أوقاتله فليقل (صائم ) فالصوم يجعل الانسان حليماً وديعاً رقيق الطبع ،جميل الخلق ،هادئ النفس ،وكل مايحدث بخلاف ذلك يحتاج من صاحبه الى وقفة صادقة مع نفسه ليعود الى الله من جديد.