توجه صباح اليوم 9 مارس 1969 ( اليوم الثانى لحرب الأستنزاف ) الفريق عبد المنعم رياض رئيس الأركان إلى الجبهة ليشاهد بنفسه نتائج قتال اليوم السابق ، ويكون بين القوات فى فترة جديدة تتسم بطابع قتالى عنيف ومستمر لاستنزاف العدو وأثناء مروره ومعه اللواء عدلى حسن سعيد قائد الجيش الثانى ، على القوات فى الخطوط الأمامية شمال الإسماعيلية ، أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران ، بينما أصيب قائد الجيش إصابة أقل خطورة ولكن حالته الصحية استدعت عمل أكثر من عملية جراحية واحدة له . وأثناء نقلهما إلى مستشفى الإسماعيلية ، كان الفريق عبد المنعم رياض قد فارق الحياة وكانت خسارة القوات ومصر كلها باستشهاده كبيرة . فقد فقدنا قائدا عسكريا متميزا كنا فى اشد الحاجة إليه .
وخرج الشعب يودعه أثناء تشييع جنازته بكل التكريم والاحترام المملوء بالحزن العميق . ومنذ ذلك اليوم أصبح يوم 9 مارس هو يوم الشهداء تعبيرا صادقا عن الروح العسكرية المصرية ، والتى تتطلب من كل قائد مهما كانت رتبته أن يضرب القدوة والمثل حتى الاستشهاد بين جنوده . وقد كان هذا المبدأ وهذه الروح واضحة بأجلى معانيها وصورها فى حرب اكتوبر 1973 ، حيث كان القادة قدوة لجنودهم واستشهدوا فى الخطوط الأمامية