موت بـ"جنيه ونصف".. بخور طارد للناموس يقتل طفلين.. خبير بالمبيدات: مروجوه يكذبون على المواطنين بإدعاء أنه آمن وجسد الإنسان يخزن سمومه.. ودراسة: انبعاثات القرص تعادل 137 سيجارة

خبر مأساوى نشر اليوم عن مصرع الطفلين الشقيقين آدم ومالك، بسبب اختناقهما نتيجة استنشاق الغاز المنبعث من بخور الناموس داخل منزل أسرتهم بمدينة القنايات، واستقبل مستشفى القنايات العام، الطفلين، وتبين من التحريات الأولية، أن الوفاة حدثت نتيجة استنشاق الطفلين الغاز المُنبعث من "بخور الناموس" بعدما أشعلته أسرتهما للتخلص من الباعوض.


وبخور الناموس هو مادة أغرقت الأسواق خلال الفترة السابقة، وتباع فى بعض الصيدليات ومحال العطارة والمنظفات، وبأسعار زهيدة، حيث يصل سعر القرص فى بعضها إلى حوالى جنيه ونصف فقط، ويقول بائعوه إن تأثيره يستمر ليوم كامل، ويمكن استخدامه فى الغرف المغلقة والأماكن المفتوحة دون أى مشكلة، بالإضافة إلى توفره فى العديد من الأماكن فإن إعلانات ترويجه موجودة بكثرة على الإنترنت بل وفى بعض مواقع التواصل الاجتماعى.


الدكتور على عبد الله، مدير مركز الدراسات الدوائية، أكد ، أن هذه اللفائف انتشرت بشكل كبير فى الصيدليات خلال الفترة الماضية، وأنها لا تخضع لوزارة الصحة، لأن تصريح المبيدات يأتى عن طريق وزارة الصناعة، منبها أن هناك سوق موازى بديل للمبيدات الحشرية ظهر بالفعل نتيجة ارتفاع أسعار المبيدات التقليدية، بعيدا عن الرقابة والاختبارات الخاصة بها.


 


وأكد عبد الله أن أغلب أقراص البخور هذه تأتى عن طريق "الصين"، وأن عليها إقبالًا نظرًا لفاعليتها الشديدة بين البسطاء، دون النظر إلى أن هذه المبيدات تقوم بالأساس على "شل الجهاز العصبى" ومراكز التنفس للحشرات، وأن تركيزات كبيرة منها قد تكون قاتلة للإنسان بشكل مؤكد.


الدكتور خليل المالكى، أستاذ المبيدات بمركز البحوث الزراعية من ناحيته، قال إن هذه المبيدات من النوع المصنف بأنه "ذو ضغط بخارى مرتفع" لأنها تستخدم عن طريق حرقها، وهو ما يعنى أنها لا يجب أن تستخدم سوى فى الزراعة، لأنها تستخدم فى الأجواء المفتوحة، أما أن يتم استخدامها داخل المنازل، بسبب ما يقولها مروجوها من أكاذيب حول أنها آمنة فكل هذه أمور "مزيفة".


وأضاف المالكى ، أن هناك مواد يتم إضافتها للمبيدات تنزع منها الرائحة أو تكسبها رائحة ذكية لكن هذا لا يعنى أنها أصبحت آمنة كما يروج بائعوها بل هذا هو "نوع من النصب"؛ بحسب وصف أستاذ المبيدات.


وأوضح المالكى أن المبيدات "ذات الضغط البخارى" المرتفع والتى تستخدم فيها مادة بيرثرويد وهى مادة كيميائية متسامية ذات جرعة عالية وبالطبع تسبب الوفاة إذا تم استنشاقها بجرعات كبيرة، وحتى إن لم تسبب الوفاة بشكل وقتى فإن الخلايا الدهنية فى جسد الإنسان تقوم بتخزينها ولا يتخلص منها جسد الإنسان، وتسبب الوفاة حين تصل كمية المواد المخزنة فى الجسد إلى الجرعة المميتة، كما قد تسبب أمراضا أخرى مثل السرطان والزهايمر وغيرها من الأمراض التى تتشكل على المدى الطويل، مطالبا فى الوقت نفسه بوجود رقابة من وزارة الصحة على تلك المبيدات.


التحذير من "البخور الطارد للناموس" ليس وليد حدث وفاة الطفلين آدم ومالك، ففى يوليو الماضى أصدر مركز المعلومات الدوائية لوزارة الصحة بيانا حذر فيه من استخدام هذا البخور، قائلا فى بيانه إن بعض الدراسات التى أجريت على هذا البخور تؤكد أن الانبعثات المنطلقة من اللفافة الواحدة تحتوى على نفس الجسيمات الدقيقة الصادرة من تدخين 137 سيجارة، ويعد عاملا محفزا للإصابة بمرض السرطان، كما حذر أن هذا البخور المباع فى مصر يباع دون أى عبوات أو إرشادات توضح كمية المواد الكيميائية المستخدمة فى تصنيعه، ولا يمكن التأكد من صلاحيته.


لا يتوقف الأمر فى مصر فعلى موقع المركز الوطنى لمعلومات الدواء، بالولايات المتحدة الأمريكية ، والتابع لوزارة الصحة والخدمات البشرية الأمريكية، تم نشر تحذيرات حول "لفائف الناموس" والتى تنتشر فى إفريقيا وآسيا وأمريكا الجنوبية، وأكدت الدراسة المنشورة أن الانبعاثات الصادرة من حرق هذه اللفائف تتجاوز إلى حد كبير مبادئ جودة الهواء، ووجدت العديد من المواد المسرطنة فى عملية حرق هذه اللفائف، مؤكدة أن التعرض لدخان هذه اللفائف يشكل مخاطر صحية حادة ومزمنة.


تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة