بيزنس تأجير الأطفال.. أمهات يسردن قصص تأجير فلذات الأكباد مقابل 3 الآف جنيه شهريا

عاطفة الأمومة شىء غريزي لدى السيدات، فهي الأكثر حباً وارتباطاً بطفلها، تقدم روحها بـ"طيب خاطر" من أجل فلذات أكبادها، لكن هناك بعض السيدات خرجن عن المألوف، وتخلين عن الأمومة من أجل المال، ولجأن لتأجير فلذات أكبادهن من أجل حنفة من الأموال، ضاربات بعاطفة الأمومة عرض الحائط، فلم تبألي بمصير أطفالهن بعدما دفعن بهم لمتسولات في الشوارع، حيث يتعرض الطفل لمخاطر جسيمة، وتتشكل شخصيته من الشارع، فيصبح محتالاً منذ نعومة أظافره.


"سماح" تؤجر طفلها بـ100 جنيه


"سماح" سيدة تقيم في منطقة عين شمس بمحافظة القاهرة، تزوجت في سن مبكر، وأنجبت مجموعة من الأطفال، اعتادت على التسول بهم لاستجداء المواطنين، لكنها وجدت نفسها متهمة في قضية تسول وصادر ضدها حكم بالسجن لمدة شهرين في القضية رقم 5677 لسنة 2018م  الدقي "تسول"، فلجأت لحيلة ماكرة عن طريق تأجير طفلتها لسيدة تدعى "سماح" أيضاً مقابل 100 جنيه يوماً بواقع 3 الآف جنيه شهرياً للتسول بها، فتم القبض عليهما، حيث قالت الأم في اعترافاتها:" «أعمل فى مهنة التسول منذ عدة سنوات، وسبق صدور حكم ضدى قبل 5 سنوات من الآن، وأتسلل لمنطقة وسط البلد المزدحمة بالمواطنين للحصول على الأموال منهم، خاصة بشارع الألفى الذى يموج بالعديد من الكافيهات التى تجلس عليها الأسر».


وأضافت المتهمة: "اتفقت مع سيدة تدعى «سماح.م» تبلغ من العمر 19 سنة، ومقيمة فى مساكن عين شمس وهاربة من القضية رقم 5677 لسنة 2018 فى الدقى بالجيزة «تسول»، والمقضى فيها بالحبس شهرين بجلسة 21 مايو 2018، وذلك بقصد استغلالها فى أعمال التسول".


وأردفت المتهمة: "اتفقت مع والدة الطفلة على منحها 100 جنيه يوميًا مقابل «استلاف» الطفلة منها، واستغلالها فى استعطاف قلوب المواطنين، حيث إن البعض يتعاطف مع الأطفال، وبذلك أتمكن من الحصول على مبالغ مالية أكبر، والمبلغ الذى كان برفقتى جراء عملية التسول"


جيران سماح يكشفون ثرائها من التسول


وبجوار شقة بسيطة كانت تقيم بها والدة الطفلة "سماح"، حكى جيرانها  قصتها، حيث قال "محمد على" شاب ثلاثيني: "تزوجت مبكراً في سن 14 سنة، وأنجبت عدداً من الأطفال، وتعمل من وقتها في مهنة التسول، وتغير حالها من وقتها، حيث باتت ترتدي أفضل الثياب ولديها أجهزة كهربائية حديثة بشقتها".


وتابع جار الأم :"مؤخراً باتت لا تحتاج للمال، فقد جمعت ما يكفيها لعدة سنوات، لكنها وجدت من التسول مهنة سهلة لجمع الأموال، لكنها دوماً كانت تبرر جريمتها وتعلقها على شماعة الفقر، وحالها يقول عكس ذلك، فهي سيدة ميسورة لكنها تفضل مزيد من المال"


وفي شارع الألفي حيث كانت السيدة المتسولة تتحرك بالطفلة التي استأجرتها، سرد الأهالي قصة السيدة المتسولة بطفلة صديقتها، حيث قال "إسلام على" :«الست دى أصبحت مألوفة لينا.. وبتجمع فلوس كتير»، مضيفًا «تحمل طفل أو طفلة، مش متذكر، على يدها وتستعطف الزبائن على الكافيتيريا، ولا تتحرك حتى تحصل على الأموال، وكانت تتسبب فى إحراج لنا مع الزبائن، ونحاول التصدى لها، لكنها تكرر المحاولة عدة مرات حتى تجمع الأموال، وأحيانًا توزع سلع «تافهة» لجمع الأموال مثل «السوادنى»، وأحيانًا أخرى تلجأ لتوزيع الكتب الدينية وأوراق تشير لعدم قدرتها بالإنفاق على أسرتها، وكلها أمور واهية لجمع الأموال، على حد حديثه .


تسول الأماكن الراقية


نفس السيناريو تكرر في منطقة قصر النيل بالقاهرة، عندما ارتاب الأهالي في سيدة تتسول بطفلة تعاملها بشكل سيىء ولا يوجد بنيهما أي شبهه في الملامح، فأبلغوا عنها الشرطة وتم ضبطها واعترفت بجريمتها قائلة:" سيدة في الثلاثينات حضرت إلى واتفقت معي على تأجير طفلتها للتسول بها، وعرفت بعد ذلك أنها حملت بها من سفاح".


شهود العيان أكدوا  أن السيدة كانت تستهدف الأماكن الراقية للتسول بالطفلة، وتجمع أموالاً كثيرة من المواطنين، بزعم أن طفلتها تحتاج لعملية جراحية، حيث قال "أحمد على": المدقق النظر مع المتسولات يتأكد من أن الأطفال ليسوا أبنائهن من سوء تعاملهن معهم.


إحداث عاهات للأطفال


الأمر لم يتوقف على القاهرة، وإنما تكرر في محافظة القليوبية وبمنطقة شبرا الخيمة تحديداً، عندما استأجرت سيدة تبلغ من العمر 60 سنة طفلة من شخص بقيمة 50 جنيه يومياً للتسول بها، لكن الإصابات العديدة بالطفلة التي لم يتخطى عمرها عامين وعدم إعتناء السيدة بها، فضلاً عن كبر سن السيدة جعلوا المواطنين يشكوا في أمرها وبالإبلاغ عنها تم ضبطها واعترفت بجريمتها.


وقالت السيدة في اعترافاتها:" استأجرت هذه الطفلة من شخص بقيمة 50 جنيه يومياً، وكان في البداية أقنعني أنها ابنته، لكني عرفت بعد ذلك أنها اختطفها ويتاجر بها، وكنت أتوجه للتسول بها أمام محطات المترو في الشارع، حيث تدر علي مبالغ كبيرة، خاصة بعدما تسببت لها في عدة عاهات بجسدها لاستعطاف قلوب المواطنين لدى مشاهدتهم لها، وإقناعهم بعدم قدرتي على توفير نفقات علاجها.


شهود العيان أمام محطة مترو شبرا الخيمة، أكدوا أنهم شاهدوا السيدة تتسول بالطفلة كثيراً، حيث كانت تسيىء التعامل معها، وأحياناً تضربها، مما جعل البعض أحياناً يتدخل لإنقاذ الطفلة من السيدة التي كانت تزعم بأنها أمها أحياناً وأحياناً أخرى جدتها، حتى تم ضبطها وإيداع الطفلة دار رعاية لتربيتها.


إحصائيات


وعلى الصعيد الأمني، نجحت الحملات الأمنية التى استهدفت جميع محافظات مصر خلال شهر، فى ضبط 527 قضية فى مجال مكافحة جرائم التسول، و124 قضية فى مجال مكافحة جرائم استغلال وإفساد الأحداث، وضبط 305 قضايا فى مجال مكافحة جرائم تشغيل الأطفال.


ملاحقات أمنية ضد التسول بالأطفال


وبدوره، قال اللواء دكتور علاء الدين عبد المجيد الخبير الأمني، حملات مباحث الأحداث بوزارة الداخلية لا تتوقف لإستهداف جرائم التسول بالأطفال، حيث تحقق نجاحات أمنية مكبرة، من خلال الضربات الإستباقية ضد هذه العصابات، والتي تعتمد على محاورين، أولهما معلومات رجال المباحث، وثانيهما بلاغات المواطنين.


وأضاف الخبير الأمني،  أن بعض الخارجين عن القانون يستسهلون لجمع الأموال، وثم يلجئون لاستئجار أطفال من بعض الأمهات عديمات الضمائر للتسول بهن في الشوارع، لكن هذه الجرائم تواجهها الشرطة بكل حسم وحزم، فسرعان ما يتساقطون في قبضة الأمن، فلا تظهر جريمة من هذه الجرائم إلا ويكون رجال الشرطة في مواجهتها باستمرار.


وأردف الخبير الأمني، المدقق في أرقام الجهود الأمنية، يكتشف أنها تبذل جهود مضنية في هذا الصدد للحفاظ على الأمن الإجتماعي، لكن الحل الأمني بمفرده ليس كافياً، فيجب تحرك بعض المؤسسات لمواجهة هذه الجرائم، فضلاً عن دور الإعلام والدراما في التوعية بمخاطرها، حيث أن هؤلاء الأشخاص يمثلون خطراً على الأمن العام ويصدرون للمشهد أشخاص غير منضبطين سلوكياً.


تنمر الأمهات ضد الأطفال


تقول الدكتورة عزة فتحي الأستاذة بجامعة عين شمس والخبيرة في مجال العلوم الإجتماعية لـ"اليوم السابع"، إن بعض السيدات يلجئن للاستسهال لجمع الأموال، فيلجأن لتأجير أطفالهن، وهو بمثابة "تنمر" واضح ضد فلذات الأكباد، حيث يتعرضوا للمخاطر وأحياناً تحدث السيدة المستأجرة بالأطفال عاهات وإصابات لكي تتسول بهم، وأحياناً يتعرضوا للتحرش والإغتصاب وربما يصل الأمر في النهاية للقتل، فضلاً عن تربية الأطفال منذ نعومة أظافرهم على النصب والإحتيال، وتصدير أشخاص غير أسوياء للمجتمع بينهم "نشالين ومحتالين"، وتتسبب في تلوث الأخلاق والقيم لدى الطفل منذ نعومة أظافره، وغالباً الأم التي تلجأ لتأجير طفلها تكون لم تحصل على تربية بشكل سليم.


أمهات مضطربات نفسياً


ونفسياً، يقول الدكتور هاشم بحري أستاذ الطب النفسي بجامعة الأزهر، الأمهات التي تلجأ لتأجير أطفالهن، ذات قلوب ميتة ومضطربة، وهن في مراحل "المشاعر الباردة"، مثل الذي يضحك أثناء جلوسه في العزاء، وكانت هذه الأنواع منتشرة قديماً بمنطقة الباطنية بالقاهرة، حيث كان بعض الآباء يلجئون لتأجير بناتههن مقابل الحصول على المخدرات.


أمهات يتعاطين المخدرات


ومن ناحيته، يقول الدكتور إبراهيم مجدي المتخصص في الطب النفسي بجامعة عين شمس، هذه النوعية من الأمهات متبلدات المشاعر، وضد الفطرة السليمة، وباتت أقل من الحيوانات التي لديها دافع الأمومة القوي، ولا يوجد دافع للتبرير، فهي من أخطر أنواع الشخصيات السيكوباتية، وبعضهن يتعاطين المخدرات لتطفىء ضميرها وتبعدها عن المسئولية، وأحيانيا يكون الأطفال الذين يتم تأجيرهم جاءوا من حمل سفاح، فبدلاً من أن تتخلص منه السيدة بقتله تلجأ لتأجيره.


اغتيال الطفل المستأجر نفسياً


ويقول الدكتور محمد عادل الحديدي أستاذ الطب النفسي بجامعة المنصورة: هؤلاء السيدات مضطربات نفسياً، وبعضهن يعتقد بالخطأ أنها تضحي من أجل ابنها، حيث تضحي بمشاعرها من أجل الحصول على المال، حيث تعيش مشاعر مضطربة ، لكن في حقيقة الأمر حبها للمال أقوى من حبها لطفلها، وتعتقد بالخطأ أن الطفل لا يشعر ولا يحس ولا يتأثر في هذا العمر، لكن الحقيقة أن الطفل لديه ارتباط وثيق الصلة بوالدته في السنوات الأولى من عمره، وعندما يذهب لسيدة أخرى يشعر بالفقد وصولاً للإنفصام ويصبح بعد ذلك عندما يكبر "شاباً متوتراً"،، لأنه علمياً معظم المشاكل النفسية للإنسان يكون سببها مشاكل في السنوات الأولى.


5 سنوات سجن عقوبة تأجير الأطفال


وقانونياً، يقول ياسر سيد أحمد الخبير القانوني تصل عقوبة الأم التي تؤجر طفلها لغيرها للسجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات، فضلاً عن غرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائتى ألف جنيه، وذلك طبقا للمادة 291 فقرة 2 عقوبات، بشأن 


المجلس القومي للطفولة يخصص أرقام للإبلاغ


وفي وقت سابق، أكد المجلس القومى للطفولة والأمومة تصديه لكافة أشكال انتهاكات الطفولة وخاصة التى يتم رصدها من خلال البلاغات الواردة على خط نجدة الطفل 16000 المجاني وذلك تفعيلا للمواد الواردة بقانون الطفل 126 لسنة 2008 ، حيث استقبل الخط عدة بلاغات حول وجود إستغلال لأطفال في التسول من قبل بالغين بمحافظات الشرقية ، والبحيرة ، والدقهلية ، وتم تحويلها إلي الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث لمتابعة البلاغات ، والوقوف على مدى صحة تعرض الأطفال للخطر  وإتخاذ الإجراءات القانونية بشأنها، ومن الفحص تبين أنه تم العثور علي 9 أطفال يتم إستغلالهم في التسول من قبل ذويهم ، وتم تسليمهم لأولياء أمورهم وآخذ تعهد عليهم بحسن رعايتهم، حيب يبذل المجلس جهود حثيثة لحماية أطفال مصر ، وهناك تنسيق مع الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث التي تستهدف حماية الأطفال من الإستغلال بكافة صوره ومن بينها التسول، مع المطالبة المستمرة للمواطنين بالإبلاغ علي خط نجدة الطفل 16000 المجاني عن أي حالة وجود طفل معرض للخطر ، وخاصة الأطفال المصحوبين مع أشخاص بالغين يتم استغلالهم في أعمال التسول لمنع الإتجار بهم واستغلالهم والتحقق من صلتهم بهؤلاء الأطفال.


 


 

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة