المستشار بهاء أبومحمد يكتب.. "كلاسيكي في زمن الترند"

المستشار بهاء أبومحمد المستشار بهاء أبومحمد

محمد أبوستيت

بقلم  المستشار: بهاء على أبومحمد عبر صفحته الشخصية "فيس بوك"


بينما كنت مترجلاً أرقب الأماكن من حولي في أحد الأزقة القديمة وقع ناظري علي طرقة ضيقة لا تتسع الا لكل نحيل هزيل ،عصية علي السمان إلا بشق الأنفس ، فوجدتها مكتبة قديمة كلاسيكيه كتلك التي قرأت عنها في الروايات القديمة أو أحب أن أشاهدها في أفلامي الكلاسيكية حيث مصر التي كانت القراءة والكتب هي ما يحصنه الناس ويدخرونه كي تكون غذائهم إذ يغاث الناس من الجهل ويعصرون.


غير إني تسلل الحزن إلي قلبي حيث وجدت أرفف تلكم المكتبة قد أغشيت من التراب قدرا دنس طهر كتبها وأخذ جمالها غير اني لوهلة بحثت في غياهب أفكاري تري ما الذي حاق بها"أي المكتبة وأرففها" ؟! ما الذي صرف القصاد عنها وكانت عروس تدلل علي الخطاب وترجي بأي مهر طلبت، ثم إذ بهاجس بغيض يراودني وأخذت ابحث عن هؤلاء القصاد بين ربوع الوطن ...فمررت علي قوم بأرض الجيزة حيث الأهرامات والحضارة والأهل الطيب فوجدت جمعا ينشدون " أن رب الكون قد ميزهم بميزه ، لماذا ؟ لأن فقيه عصره "حمو بيكا " مشرف أرض الجيزة.


لست ادري ما هذا غير أني لم أجد قصاد مكتبتي هناك، فبحثت فوجدت جمعاً وفيرا وشبابا غزيرا ينشد خلف شيئا يشبه طرق دفوف حرب الجاهلية إذ يقتتلون علي ناقة البسوس من هذا؟ أجابوا من خلفي هذا الكروان " شاكوش "، فقلت في خلجات نفسي كذبتم في الأولي وصدقتم في الثانية ،فذلكم قرع لا يصدر إلا عن مثل سميكم هذا، أيضا لم أجد القصاد.. حيث وجدت عابر سبيل ينشد حبيبته باحثا عنها أسفل السيارات واخذ يجوب البلاد يبحث عنها منادياً بصوت يشبه طائر الرخ الخرافي، " شيماااااء "  فحزنت لحاله وجلست أرجو الله أن يرد عليه ضالته كي نرتاح من عواءه ..وحمد لله عثر عليها فإذا هي بطة تمشي وهي تتمني لو كانت جمادا كي لا تكون حبيبة لمثل هذا الحبيب " ملك الترند ".


فلما أعياني البحث ذهبت لمقهي كلاسيكي جلسائه يبدو عليهم الوقار والسكينة وجدت الشيب قد خط رؤوسهم منهم من بالعمر ومنهم من بالصبر فريقا وفريقا ، اخبرتهم عمن أبحث فقالوا يا ولدي إن قصادك قد طواهم "الترند " غير أنهم إذا كانو مجهولين في الأرض فإنهم معروفين عند رب السماء إن شئت فانظر الي تلكم الوجوه الضاحكه المستبشره من البرد والشقاء من أجل لقمة العيش.. وابحث عنهم فهم قادرون بإختلاف، وابحث عنهم في كل قلب محب للعلم والعلماء.. وإن غابوا عن الأضواء حواهم علم رب السماء، فطابت نفسي وأطمأن خاطري وعلمت أن مصر كما كانت فيها خزائن الأرض قوتا ستظل خزائن العلم فيها ملئ بفضل الله، ثم أخذت منها ما أحببت وطلبت من هذا الرجل الكريم أن التقطت صورة للذكري معه فوافق مرحبا من جميل أخلاقه واردف قائلا " المهم تيجي يا بني علي طول "

تعليقات الفيس بووك

موضوعات متعلقة