بدأ العد التنازلى للزيارة المرتقبة لزيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحافظة كفر الشيخ، لافتتاح عدد من المشروعات القومية، وعلى رأسها المرحلة الأولى من أكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط، لتكون تلك الأراضى المقامة عليها المزرعة أحد الموارد التى ستزيد من الدخل القومى بعد أن كانت مصدر قلق واضطراب، خاصة لقطانى قرى مطوبس وخاصة قرى الجزيرة الخضراء.
ولكى نتعرف على التحول الكبير فى النظرة للأراضى الشاسعة الممتدة على مساحة 118 كيلو على ساحل البحر المتوسط بكفر الشيخ وكيفية استغلالها، لابد من التعرف من أهالى المنطقة عن نظرتهم لبركة غليون، والتى كانت مصدر قلق للأهالى لتعرضها من حين لآخر للغرق، ولتغرق معها المنازل القرية منها من قرى مركز مطوبس.
قال أحمد عبده نصار نقيب الصيادين بكفرالشيخ، إن منطقة بركة غليون المجاورة لقرى برج مغيزل والجزيرة الخضراء والسكرى، التابعين لمركز مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، كانت تهدد بغرق القرى الثلاث المجاورة لبركة غليون من حين لآخر، فى ظل ما يتعرضون له من نوة شتوية وأمطار غزيرة وعاصفة شديدة بصفة ليست سنوية، وكان ارتفاع أمواج البحر المتوسط يبلغ بضعة أمتار، مع شدة الرياح لتصل إلى 80 عقدة فى الساعة، بالإضافة لهطول الأمطار الغزيرة، مما يؤدى إلى غرق منطقة بركة غليون المجاورة للقرى الثلاثة.
وأضاف نقيب الصيادين بكفر الشيخ، ، تبدل الحال الآن وتحولت منطقة المخاطر لأكثر المناطق أمنًا بعد إقامة المصدات والسدود، إضافة لاستغلال المساحات الشاسعة فى إقامة أكبر مزرعة سمكية فى الشرق الأوسط ليتحول الحلم الذى دام 30 عامًا لحقيقة واقعية.
وقال نصار، تبدأ قصة مشروع الاستزراع السمكى، حينما قام اللواء أحمد زكى عابدين، محافظ كفر الشيخ وزير التنمية المحلية الأسبق، فى عام 2009 بتخصيص أكثر من 10 آلاف فدان بناحية بركة غليون مركز مطوبس للقوات المسلحة لحمايتها من مافيا التعديات على أراضى الدولة، الذين كانوا يتأهبون لاغتصاب الأراضى، وقرر عابدين استغلالها فى مشروع قومى للاستزراع السمكى، بعد أن أثبت الدراسات والأبحاث أن الأرض لا تصلح للزراعة وإنما تصلح للاستزراع السمكى فقط، نظرًا لكونها أرضا مالحة لقربها من ساحل البحر المتوسط، وكان من المنتظر إقامة المشروع وتوزيع الأرض على أهالى المنطقة بتقسيمها لخمسة أفدنة لكل شاب، ولكن حالت ظروف وقوع ثورة يناير دون إتمام المشروع.
وأضاف نقيب الصيادين، وتولى المستشار عزت عجوة المحافظ الأسبق زمام الأمور بعد ثورة 30 يونيو 2013، وبعد استقرار الأمور،بنظرة ثاقبة من الرئيس عبدالفتاح السيسى، تحلت النظرة للمنطقة مصدر القلق وبدلاً من إقامة مزارع لتوزيعها على الصيادين، لإقامة أكبر مزرعة سمكية يعمل بها 15 ألف شخص من أبناء المنطقة والمناطق المجارة والمحافظات، وتزيد من إنتاج الأسماك، لتصديره للخارج، وتم فتح باب إنشاء المشروع بالتنسيق مع القوات المسلحة، وحضر اللواء حمدى بدين، مدير مشروعات الثروة السمكية بالقوات المسلحة، وتفقد الأرض واطلع على الدراسات، وتم الاتفاق على البدء بتنفيذ المشروع، وتولى الدكتور أسامه حمدى محافظ كفر الشيخ السابق مهام منصبه، تم تولى اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ أمور المحافظة، وبدأت عمليات التنفيذ، وتم إسناد المشروع إلى 28 شركة مصرية عمل فيها أكثر من 5 آلاف عامل، وتوفير 15 ألف فرصة عمل بشكل غير مباشر.
أكد اللواء السيد نصر، محافظ كفر الشيخ، إنه تم إنشاء رؤوس صخرية لحماية الشواطئ بمنطقة مصب نهر النيل وبركة غليون، لمواجهة التغيرات المناخية وارتفاع منسوب البحر المتوسط، مشيرًا إلى أن الأقمار الصناعية أكدت ظهور شواطئ جديدة نتيجة لما يتم من أعمال حماية الشواطئ وبالتالى ستصب تلك المساحات فى صالح الاستثمار، والمحافظة هى المعنية باستثمار تلك الأراضى للصالح العام.
وأضاف المحافظ، أنه تم دراسة أى معوقات تواجه ذلك من خلال أساليب علمية وحلول غير تقليدية مبديًا إعجابه بالمساحات التى عادت للشاطئ بعد تنفيذ الحوائط والرؤوس الصخرية، لاسيما أن محافظة كفر الشيخ تمتد بالكيلو مترات إلى داخل البحر المتوسط، ما يجعل شواطئها أكثر عرضة للنحر بسبب الأمواج المرتفعة، ولذلك تم إنشاء الحوائط وحواجز ورؤوس صخرية لمواجهة تلك العوامل المناخية، ليبدأ بعدها تحقيق الحلم.
وقال اللواء السيد نصر محافظ كفر الشيخ، إن النظرة الثاقبة للقيادة السياسية حولت كفر الشيخ لمصدر اقتصادى لن ينضب، لإقامة مشروعات عملاقة، مؤكداً أن مشروع الاستزراع السمكى يُعد أضخم مشروع تنموى فى مجال الثروة السمكية بمصر والشرق الأوسط وإفريقيا، وسيساهم فى توفير ثروة سمكية هائلة لتغطية السوق المحلية، تصدير أنواع نادرة من الأسماك التى كانت تشتهر بها المحافظة ولكن مافيا صيد الذريعة ببحيرة البرلس فضوا عليها.
وأكد أن المشروع سيوفرر فرص عمل تساهم فى القضاء على الهجرة غير الشرعية، مؤكداً أن المشروع منظومة اقتصادية وصناعية وإنتاجية متكاملة على مساحة 26 ألف فدان، مقسمة إلى 4 مراحل: المرحلة الأولى على مساحة 3500 فدان، والثانية 2815 فدانًا، والثالثة 6174 فدانًا، والرابعة 7 آلاف فدان، وتم انتهاء العمل فى المرحلة الأولى.
وأضاف نصر، أن المحافظة انهت استعدادها لاستقبال الرئيس لافتتاح عدد من المشروعات منها مشروع الاستزراع السمكى، مؤكداً أن فريقًا بحثيًا من المعهد القومى لعلوم البحار والمصايد تفقد مراحل المشروع من أحواض استزراع سمكى وجمبرى، والمفرخات ومصنع الأعلاف، ودارت مناقشات مع فريق عمل المشروع، وناقش الجانبان العديد من الأفكار التى من شأنها تعظيم الاستفادة التى تُقدم للشعب المصرى فى خطة التنمية المستدامة، وأبدى رئيس شعبة تربية الأحياء المائية بالمعهد إلى استعداده لدعم المشروع بكافة الخبرات الفنية التى يمتلكها المعهد خاصة فى مجال تفريخ الأسماك، فضلاً عن استعداد محطة بحوث المكس التابعة للمعهد لتجهيز تركيبات غذائية مناسبة لمصنع أعلاف الأسماك داخل المصنع البحثى التابع للمعهد ليتم انتاجها بشكل تجارى داخل المشروع.
وقال المحافظ، إن مشروع الاستزراع السمكى ببركة غليون يضم 453 حوض سمك بحرى مساحة الحوض الواحد 50 متر فى 50 مترا، و626 حوض سمك جمبرى، مساحة الواحد 40 مترا فى 40 مترا، كما يوجد أيضا 186 حضانا لتحصين الزريعة ورعاية الأسماك، كما أن المشروع به معمل للتفريخ، لإنتاج "الزريعة" بمعدل 20 مليونا من الأسماك البحرية "البورى، الوقار، الدنيس، القاروص" و2 مليار وحدة جمبرى، وهذا بهدف وضع حد لمشكلات الصيد الجائر فى البحار، ومحاربة صيد الزريعة ببحيرة البرلس،ويضم المشروع منطقة إدارية وصناعية على مساحة 55 فدانًا، تضم مصانع لعلف الأسماك بمساحة 1518م والفوم على مساحة 5250م والثلج على مساحة 1900م، ومنتجات الأسماك والجمبرى ومركزى للتدريب والأبحاث والتطوير.
وأكد المحافظ، أن المشروع يوفر 5 آلاف فرصة عمل مباشرة، و10 آلاف فرصة عمل غير مباشرة، مضيفًا أن هذا المشروع يدعم الاقتصاد القومى بمنتجات الأسماك والجمبرى، لافتًا إلى أن هذا المشروع العملاق يعد دليلاً على اهتمام القيادة السياسية بتنمية محافظة كفر الشيخ، مشيرًا إلى أنها تعد من المحافظات الواعدة التى تتمتع بمقومات الاستثمار السياحى والصناعى والزراعى، مؤكدًا أن إنتاج المحافظة من الأسماك سيرتفع لـ70% بدلاً من 40% من إنتاج الجمهورية من الأسماك.